النيابة تكشف أسرارجديدة فى تورط الاخوان بقضية اغتيال ظابط تحريات مرسى )

كتب :
الأحد 05 مايو 2019 - 03:25 ص

النيابة تكشف أسرارجديدة فى تورط الاخوان بقضية اغتيال ظابط تحريات مرسى (صور)
النيابة النيابة
 

تواصل محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم  طرة ، برئاسة المستشار حسن فريد،سماع مرافعة النيابة العامة في  محاكمة 213 متهمًا من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس، لإرتكابهم 54 جريمة تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة، .

 تعقد الجلسة برئاسة المستشار حسن محمود فريد وعضوية المستشارين فتحي الرويني وخالد حماد بحضور اسلام حمد والياس امام ومحمد محرم واحمد حماده الصاوي رؤساء نيابة امن الدولة العليا بامانة سر وليد رشاد .

قال المستشار اسلام حمد رئيس نيابة امن الدولة العليا في مرافعته أن جماعة أنصار بين المقدس ارتكبت أفعالاً لم يسبقهم بها أحد.. إنهم قوم يقطعون السبيل..

ودعونا نلقي على مسامع حضراتكم اليوم واقعتيْن فقط.. حتى أترك المجال لأساتذتي وزملائي من بعدي لاستكمال باقي الوقعات..

في يوم السابع عشر من نوفمبر ألفين وثلاثة عشر..

بليلة مظلمةٍ.. قتل محمد مبروك السيد خطاب..

مقدمُ شرطة. وكان بقطاع الأمن الوطني من الضباط..

شُهد له بالتدين والشرفِ والأمانةِ والانضباط..

وقتل غيلة من فئة طاغية ما اجتنبت المحرمات..

لم يعلموا أنه من قتل مؤمنًا فعليه من الله اللعنات..

أمطروه وهو خارج من بيته بما يزيد على عشر رصاصات..

نحتسبه عند الله شهيدًا. والشهيدُ يعيشُ يومَ الممات.. 

ولكن لماذا قتل محمد مبروك ومن قاتلوه..

محمد مبروك كان المسئول من الضباط عن محضر تحريات.. اتهم فيه أعضاءٌ بجماعة الإخوان وعددٌ من القيادات.. بتهم التخابر واقتحام السجون لإسقاط البلاد..

كان من المسئولين عن نشاطِ الإخوان وجماعات الإرهاب..

ولما علم بائع العسل توفيق أن أعضاء الجماعة لديهابشأنه بيانات.. أصدر لعفيفي وبكري بقتله تكليفات..

ولكن ما مصدر حصولهم على هذه البيانات..

بدأت عندما كلفَ محمد علي عفيفي.. شقيقَ دربه محمد بكري هارون.. بجمع معلوماتٍ عن ضباط قطاع الأمن الوطني تشمل العنوانين.. 

فلجأ الأخير لقاعدة البيانات التي كانوا لها معِدين.. 

بطاقة ذاكرة أعدها شريف السيد نور الدين.. وعبد الرزاق محمود وهما من المتهمين..

تتضمن أرقام هواتف الضباط وأسماءهم والعنوانين..

لكنهم كانوا لصور الضباط وسياراتهم مفتقدين..

فطلب بكري من عفيفي إمهاله إلى حين..

من هنا بدأ التخطيط لواقعة القتل..

هناك بعض المعلومات بها نقص.. فتوجه محمد بكري لمن يعرف جُل الضباط.. فهم له أصدقاء.. إنه المكنى أبو عبد الرحمن.. المتهم الثالث والأربعون.. محمد محمد عويس محمد.. عضو الجماعة.. رئيس وحدة مرور القطامية.. سيكون لديه معلومات قوية.. 

ولما التقيا.. أعلمه بما ينقصه عن الضباط من معلومات.. وطلب منه صورًا وأرقام سيارات..

أعلمه إزماعَ الجماعةِ قتل أحدهم ودوره سيكون الاشتراك..

لم يتردد عويسُ لحظة وأمد بكري بأرقام السيارات..

حصل عليها بسهولة بحكم عمله بوحدات المرور..

فسلمه بياناتِ سيارات عدد من الضباط..

فرصدهم بكري.. حتى تيقن من سيارة محمد مبروك..

إنها سيارة رينو. كليو.. رمادية اللون..

فعاد وقص على عفيفي القصص..

فأعلم الأخيرُ بائعَ العسل.. ففرح وهشت أساريره بهجةً.. 

ولسانُ حاله يقول.. إنا لجماعةِ الإخوانِ وقياداتِها لمنتقمون.. 

لكن مازال هناك بعضُ الشكِ.. فقد يكون تشابه في الاسمِ..

يحتاجون صورةً لمبروك.. فتوجه بكري لصديقه الصدوق..

وهنا يظهر خائنُ الأمانةِ مرة أخرى.. محمد عويس.. 

من باع وطنه وخَسِر دينه ودنياه..

طلب منه محمد بكري صورة للمُقدم محمد مبروك.. 

وأعلمه بإزماع الجماعة قتلهْ.. لم يفكر بل كان قاطعًا أمرِهْ..

خذ يا بكري الصورة.. واقتل محمد مبروك.. 

واتخذ الحيطة حال التنفيذ وعند الهروب.. 

هكذا قال محمد عويس.. 

فأمد بكري من وحدة المرور رئاسته.. بلوحات معدنيةلسيارات غير مستخدمة.. لاستبدال لوحات سيارة التنفيذ.. للحيلولة دون ضبطه..

لقد ساعده بأكثر مما طلب.. ولكن مع الخيانةِ لا عجب..

ولما تيقن بكري أن الأمر اكتمل.. ذهب لعفيفي وأبلغا بائع العسل.. فعقدوا العزم وشحذوا الهمم..

انتقي من مجموعة التنفيذ من يرغب في سفك الدما..

وأوهمهم وضللهم أن مبروكَ لتطبيق شرع الله أبى..

وإنا في الحقيقة قاتلوه لتحريره ضد الإخوان محضرا.. 

هكذا كان ينطق لسانُ المتهم الثاني محمد علي عفيفي..

فانطلق بكري بجمع الأعضاءِ.. وانتقى منهم ذوي القدراتِ..

جميعهم أعضاءٌ بخلية المنطقة المركزية..

من مكلفين بالتنفيذِ. وآخرين للرصد. والهروبِ والدعم..

بدأوا برصد محمد مبروك.. وقفوا على مسكنِه.. ونوع سيارتِه.. بل وأبنائه وزوجته.. ومواقيت رواحه وغدوه..

وبشهر نوفمبر باءت محاولتان فاشلتان لقتله.. إحداهمابسبب تغيير المجني عليه خط سيره..

فمن اشترك بالمحاولتيْن؟؟..

كان فيهما المتهمون الرابع عشر محمد سعد عبد التواب.. 

والسادس والعشرون عمرو مصطفى عبد الحميد وشهرته عمرو سلطان.. 

والسابع والعشرون وسام مصطفى سيد. حركي يوسف.. والثامن والعشرون أحمد عزت محمد شعبان.. 

والتاسع والعشرون أنس إبراهيم صبحي.. 

والمتوفون.. أشرف علي حسانين الغرابلي. حركي أدهم.. وفهمي عبد الرؤوف محمد.. ومحمد محسن. حركي كيمو..والأخيران قتلا بالمقر التنظيمي بعزبة شركس.. بعد أن قتلا عددا من أفراد الجيش والشرطة..

هؤلاء كانوا المشاركين بالمحاولتيْن..

ولما فشِلوا غضِب محمد علي عفيفي غضبًا شديدا.. 

فجمع جنده ووضع مخططه وحدد أدوارهم تحديدا..

سيشارك معهم في القتل وسيجري للواقعةِ تصويرا..

وهاكم اسمعوا مخططه إنه كان شرًا مستطيرا..

سيارةٌ للرصد وأخرى للتنفيذ وسيارتيْن ينتظران بعيدا..

بالأولى ثلاثةٌ من الأعضاءِ أمام مسكنِ مبروك يتربصون قريبًا..

وبالثانيةِ مجموعةُ التنفيذِ بها أربعةٌ بالأسلحة مجهزون تجهيزا.. 

والأخيرتيْن لكشف الطريق ومساعدتهم على الهربِ بعيدا..

هذا هو المخطط الذي وضعه المتهم الثاني.. محمد علي عفيفي. الحركي محسن وأسامة كما أطلق على نفسه..

وُضع المخطط بليلةٍ سابقةٍ على قتل المجني عليه.. بأحد المقاهي بمنطقة مدينة نصر..

لقاء بمقهى للاتفاق على واقعة القتل..

جمع فيه عفيفي المتهمين الفاعلين..

وأخبر محمد بكري وفهمي عبد الرؤوف ومحمد محسن.. أنهم من المنفذين.. 

وسيكونون رفقته بسيارة التنفيذ.. وبحوزة كل واحد من الأربعة سلاحًا ناريًا.. كلاشنكوف.. وخزينتين.. 

وسيتولى هو التصوير..

والغرابلي.. وعمرو سلطان ووسام مصطفى سيد حسين بسيارة الرصد كامنين.. 

أمام مسكن محمد مبروك متربصين..

ولما يتحرك من منزله يخطروا مجموعة التنفيذ..

أما أنس إبراهيم صبحي فرحات.. فعلى مسرح الجريمة ينتظر.. ليصطحب محمد عفيفي ويؤمن الهرب..

وأخيرهم.. أبو يوسف.. أحمد عزت محمد شعبان.. فدوره مثل أنس فرحات.. ويزيد عليه أنه سيؤمن خط السيروسيستبدل لسيارة التنفيذ اللوحات..

اللوحات التي أمدهم بها جاهلٌ من الضباط.. محمد عويس.

هؤلاء هم المتهمون.. وتلك كانت أدوارَهم..

حددها من كان المتهمُ الثاني.. محمد علي عفيفي.. للمشاركين.. وصل به الأمر لتحديد السيارات التي سيستقلوها ومقعد كل منهم فيها..

السيد الرئيس..

استقر الأمرُ.. كلٌ يعلم الدورَ.. وبائعُ العسل ينتظر الخبرَ..

وجاء يوم التنفيذ.. إنه السابع عشر من نوفمبر ألفين وثلاثة عشر..

تأخر المتهمون في الوصول.. لكنهم يعلمون مواعيد المجني عليه في التحرك.. مازال لديهم وقت.. بدء الليل يسعى.. حضر عفيفي بسيارة أنس فرحات للمقهى.. وكلف الأخيرَ بالانتظار بطريق هربه.. والتقى باقي المتهمين.. ولما راجعوا مخططهم انطلقوا..

فأولهم أحمد عزت محمد شعبان.. توجه بسيارته. صني سوداء. لمكان كلفه به محمد بكري..

أما الأخيرُ فقاد سيارةَ التنفيذ.. متسوبيشي لانسر سوداء.. ومن خلفه عفيفي.. وبجوار أولهما فهمي عبد الرؤوف فهمي.. وخلف الأخير محمد محسن علي..

وكل منهم محرزًا سلاحًا ناريًا وذخيرتِهِ..

ومن أمامها.. سيارة الرصد.. فورد فضية اللون.. يستقلها أشرف الغرابلي.. وعمرو محمد مصطفى عبد الحميد.. ووسام مصطفى سيد حسين..

وما أن وصل مستقلو سيارة الرصد أمام منزل محمدمبروك.. حتى كمنوا منتظرين الخروج.. 

ليهاتفوا مستقلي سيارة التنفيذ.. القابعين غير بعيد..

لحظاتٌ مرت طويلاً على المتهمين.. 

لاهيةً قلوبُهم وأسروا النجوى.. 

نظنهم تناجوا سويا..

ماذا لو لم يخرج من بيته؟؟.. أو غير خط سيره؟؟..

ماذا لو أحس أو شعر بنا غيره؟؟..سنفشلُ مرةً ثالثة!!..

يستحيلُ ذلك.. إنا رصدناه كثيرًا.. وتربصنا به طويلاً..

"قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ.. وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ.. أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَـافَتَرَبَّصُوا..  إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ   (التوبة 52)

ومازالوا يتناجون.. حتى تلقى أعضاء التنفيذ الإشارة..

بكلمات معدودة..

تحركت سيارةُ محمد مبروك في طريقكم.. 

هذا كان معنى عبارةَ عناصرَ سيارةَ الرصد..

فاستعد المتهمون عناصر التنفيذ.. 

سلوا أسلحتهم. وأعدوا عدتهم.. جهز عفيفي آلة التصوير..

ولما تحركوا بالسيارة سبقهم محمد مبروك..

فتتبعوه حتى حاذوا سيارته..

بشارع نجاتي سراج بمدينة نصر..

وما أن تلاقت السيارتان.. حتى أمطروه بوابلٍ من الأعيرة الناريةِ.. قاصدين قتله..

فاستشهد.. قبضه اللهُ قبضًا يسيرًا..

سلم على أهل بيته. قاصدًا عمله.. فقضى نحبه..

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)

استشهد محمد مبروك..

في هذا اليوم بدءَ حياتَه.. فإن الشهيدَ يعيش يوم مماته..

فلا تحسبن الشهيد بميتٍ.. فما الحر منا كمثل العبيد..

نال الشهادة في عزةٍ.. وقاوم ضيم العدا كالأسود..

خاتمةً يكتبها اللهُ لمن يشاء..

شهيدٌ.. ومتهمون هاربون جهلاء.. 

فمجموعة الرصد هربت بالسيارة بعد تيقنها من الوفاة..

وعفيفي توجه لأنس صبحي.. وأعلمه بتمام القتل والطغيان..

فأقله الأخيرُ والهالكيْن فهمي ومحسن.. وأمن طريق هروبهم من المكان..

وبكري سلك طريقه بسيارة التنفيذ للقاء أحمد عزت شعبان.. 

لقد كان كامنًا ينتظرُه على مقربة من المكان..

فلما التقاه ركب لوحاتً جديدةً للسيارة. أمدهم بها ضابطٌ جبان..

ثم كشف طريق سير بكري حتى جعله بأمان..

ولما وصلا للقاهرة الجديدةِ جمع بكري الأسلحة وفوارغ الطلقات. وسلمها لأحمد عزت فأخفاها الأخيرُ غيرَ عابئٍ بجرم القتل وحرمة سفك الدماء..

هكذا استشهد محمد مبروك السيد خطاب..

وباليوم التالي الثامن عشر من نوفمبر ألفين وثلاثة عشر..

توجه عفيفي لمحافظة الإسماعيلية..

والتقى توفيق وأعلمه بعدم تمكنه من تصوير العملية..

لأنه تبين أن آلةَ التصوير ليس بها رؤيةٌ ليلية..

فلم يهتم بائعُ العسل بالتصوير.. وأصدر بيانًا إعلاميا..

به الكثير من العار لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية..

هدد فيه القائمين على الأمن الوطني ووزارة الداخلية..

أن اتركوا جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية..

فقتل محمد مبروك لم يكن له شأن بالشريعة الإسلامية..

إذن لم يكونوا فقط قاصدين قتلا.. بل كانوا يضمرون غرضا.

لضابط الأمن الوطني قالوا.. اتركوا الإخوان وإلا صرتم قتلى.

قياداتٌ على قلوبٍ أقفالها.. وأعضاءٌ لا تملك لنفسَها نفعًا ولا ضرا..

أوهموهم أنهم بالدين جاءوا.. والإسلامُ من تلك الفعالِ براءُ..

سيدي الرئيس.. الهيئة الموقرة..

قُتِل مُحمد مبروك.. وآخرين من بعده.. وسبقه آخرون..

هذه الواقعة مجرد بداية.. فالقتل عند تلك الجماعة غاية..

قتلوا الرجال والنساء.. واستباحوا حرمة الدماء.. 

ونسوا قول رب العباد:

"وَمَن يَقْتُلْ. مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا.. وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (93 النساء)

إنها جماعةُ أنصار بيت المقدس..

وسنظل نسألهم.. أين بيتُ المقدس من فعلتكم..

لم تأتونا بفعلٍ واحد لنصرة الأقصى إلا اسم جماعتكم..

إن هي إلا أسماءٌ سميتموها أنتم واباؤكم..

أنصارُ بيتُ المقدس..

ارتكبت بمصر من الجرائم أبشعها..

قتلٌ وحرقٌ.. تدمير وتفجير..

ليس في عقيدتهم دماءٌ معصومة..

فمن يفجر المنشآت لا يهتم بالأنفس ولا الممتلكات..

يموت من يموت. ويخرب ما يخرب.. 

حتى إن كان بيتًا من بيوتِ الله..

لقد فجروا من المنشآت الكثير.

وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع منظمة أجنبية المتمثلة في حركة حماس (الجناح العسكري لتنظيم جماعة الإخوان) وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات.