ماذا بعد؟.


ماذا بعد؟
بقلم: محمد أحمد
تمرّ بنا لحظات نعتقد فيها أن كل شيء قد انتهى. لحظات من الخذلان، من الخسارة، من التعب النفسي والإنهاك الروحي، حتى نظن أننا لن نستطيع النهوض مرة أخرى. نسأل أنفسنا بصمت، وأحيانًا بصرخة مكتومة: ماذا بعد؟
ماذا بعد الفشل؟ بعد الإنتظار الطويل؟ بعد الحلم الذي ضاع، أو الشخص الذي رحل، أو الفرصة التي لم تأتِ؟
ذلك السؤال الذي يبدو بسيطًا في شكله، يحمل في أعماقه آلاف المشاعر، وكأنه يختصر معركة داخلية يخوضها كل إنسان في مرحلة ما من حياته.
لكن الحقيقة التي لا يدركها الكثيرون هي أن سؤال "ماذا بعد؟" ليس علامة على اليأس، بل هو أول الطريق نحو التغيير. هو صوت الروح التي لم تمت رغم كل ما مرت به. هو لحظة مواجهة مع الذات، ومفتاح التحول من الانكسار إلى البناء.
الحياة لا تتوقف عند محطة واحدة، ولا تقف احترامًا لأحزاننا. إنها تمضي، بخيرها وشرها، بمن حضر ومن غاب. ونحن إما أن نركب قطارها رغم الألم، أو نبقى عالقين على رصيف الانتظار، نعدّ الخسائر وننسى أن الزمن لا يعود.
ماذا بعد؟
بعد كل فشل، هناك فرصة. بعد كل خيبة، هناك درس. وبعد كل ظلام، هناك فجر جديد ينتظر أن نفتح له نافذتنا الداخلية.
لا تخف من البداية الجديدة، حتى لو جئت إليها محطمًا، أحيانًا لا نكتشف قوتنا إلا عندما نجبر على استخدامها، لا تنتظر أن تكون الظروف مثالية لتبدأ من جديد، ابدأ، ولو كنت ترتجف، تحرك، ولو ببطء، المهم ألا تبقى مكانك.
في كل مرة تسأل فيها نفسك: "ماذا بعد؟"
اجعل إجابتك: "سأكمل… ولو بخطوة صغيرة."
فالحياة لا تنتظر، ولكنها دائمًا تمنح فرصة جديدة لمن يجرؤ على المحاولة.

جديد الأخبار

الفتنة الرياضية.. حين يتحول الإنتماء إلى أداة أنقسام.
2025-05-20 16:08:31
ماذا بعد؟.
2025-05-18 15:01:38
ما الحياة إلا دقائق وثواني.
2025-01-01 01:08:26