مأساة اسرة سكندرية فى مصيف مطروح الاب الملكوم يحتضن ابنه الصغيرمالك اثناء تلقيه العلاج بمركز السموم بالميرى
مأساة اسرة سكندرية فى مصيف مطروح
الاب الملكوم يحتضن ابنه الصغيرمالك اثناء تلقيه العلاج بمركز السموم بالميرى
على غيرموعد تحولت رحلة اسرة سكندريه صغيره للمصيف الى مأساه بغيرذنب اقترفه افرادها سوى رغبتهم فى الاستمتاع بوجبة طعام شهيه فى مطعم من المفترض انه من اكبرمطاعم المأكولات على مستوى مصروهو - مطعم حسنى – لتصبح تلك الوجبه هى بمثابة العشاء الاخيرلافراد الاسره معا وذلك بعد راح ضحية التسمم من الوجبه الابن الاكبرفى الاسرة احمد الطالب بالصف الاول الاعدادى بمدرسة سيدى جابرللغات وشقيقيه الاصغرطه ومالك مازالا تحت العلاج من اثرالتسمم من الوجبه هذا بخلاف تسمم 23شخص اخرين
جريدة السلام الدولى اليوم رصدت مأساة الاسرة الاسكندريه والتى جرت وقائعها على ارض محافظة مطروح
ككل رب اسرة حاول الاستاذعصام المحامى ان يدخل فى قلب اسرته الصغيره المكونه من زوجته واطفاله احمد وطه ومالك الفرحه وذلك بالذهاب للمصيف فى مدينة مطروح والتى اصبحت المصيف الرئيسى لابناء الاسكندرية بعد ان تراجعت اعداد ومساحة الشواطئ واصبحت عسيره وعصيه على ابناء المدينة بفعل الزحف عليها من قبل المصطافين القادمين من القاهرة ومحافظات الدلتا
وتمرايام المصيف كما يقول الاستاذ عصام جميله سعد بها جميع افراد الاسره فقد كانوا يقضون فترة الصباح بين شواطئ مطروح الناعمه ومياهه الصافيه وهوائها النقى والليالى على الكورنيش وفى التجوال فى شارع اسكندرية اوسوق ليبيا والجلوس على الكافيهات حتى اتت الرياح بمالاتشتهى السفن فى اليوم قبل الاخيرمن ايام الرحله وذلك عندما قررنا تناول العشاء بمطعم حسنى بمطروح حيث وقعت الكارثه
العشاء الاخير
استكمل عصام رب الاسرة حديثه انه استقرمع زوجته واولاده احمد وطه ومالك على الطاوله التى حددها لهم مديرالمطعم وطلبوا وجبة عشاء لافراد الاسره شملت لحوم وارزوسلطات ثم بدءوا فى التقاط الصورالسلفى التذكارية لهم وهو لايعلمون انها ستكون الصورالاخيره التى ستجمع افراد الاسره معا وان هذا العشاء الاخيرالذى سيجتمعون عليه جميعهم
توقف الاب عن الحديث وهو يحاول ان يبكح الدموع التى سالت من عينيه وبللت ملابسه واستطرد قائلا انه بمجرد انتهاء الطعام بدء اطفاله يشعرون بألم فى معدتهم تحول الى قئ من نجله احمد الكبيرالذى تضاعف الالم بمعدته وهم فى الطريق لمقراقامتهم بالمصيف فسارع بالتوجه بهم الى احدى المستشفيات الخاصة بمطروح وهى مستشفى عبدالله عيسى ودخل احمد للمستشفى وسجلت الطوارئ ان درجة حرارته 39.5وضغط دمه 70/40 ويعانى من قئ واسهال وتم توصيف حالته بأنها نزله معويه حاده وانه اصيب بالتسمم فى ذات الوقت كانت سارينات سيارات الاسعاف التى تجوب مطروح قد حولت ليل مطروح الى نهاربعد ان ايقزت اهلها وروادها من المصطافين من النوم حيث ارتفع عدد المصابين بالتسمم من راء تناول العشاء بمطعم حسنى الى اكثرمن 23فرد وتم نقلهم الى المستشفى العام والمستشفى العسكرى
اضاف الاب انه شعربخوف شديد هووزوجته وتضاعفت الأمهم ليس من جراء الطعام الذى تناولاه مع اولادهم لكن من جراء خوفهم على اطفالهم الثلاثة خاصة الكبيرالذى كانت حالته اخطرواصعب من شقيقيه
الجريمة
على الفورطلب الاب نقل اولاده الى مركز السموم بمطروح ففوجئ بأنه لايوجد بمطروح مركز سموم وان جميع المستشفيات بالمدينة لانهض الامانيات بها للقيام بذل الدورفى علاج حالات التسمم الخطيره وان عليه نقل اطفاله الى الاسكندرية فورا لادخالهم مركز السموم بالمستشفى الميرى فأسقط فى يد الاب كيف تكون محافظة مثل مطروح بأتساعها بأهميتها خاصة فى فصل الصيف حيث تستقبل اكثرمن 10مليون مصطاف شهريا من كل محافظات مصربغيرمركزسموم
واستطرد الاب ان ما اضاف الطين بله ما يقال انه طلب سيارة اسعاف لنقل ابنه الكبيرواطفاله لمركز السموم بالاسكندرية فلم يجد اى اذان صاغيه لطلبه وبدء الوقت يمروالقلق يحاصره هو وزوجته فقررانه يأخذ اطفاله بنفسه داخل سيارته الى الاسكندرية
الطريق الى الموت
قال الاب انه قاد سيارته وبجواره زوجته واطفاله بالمقعد الخلفى للوصول بهم الى الاسكندرية بعد ان ضن عليه مسئولى مطروح بسيارة اسعاف لنقلهم مشيرا الى ان تلك الرحله كانت بمثابة رحلة الى الموت والرحله الاصعب فى حياته فكان كل الافكارالسيئه والسودويه تهاجم رأسه لكنه تشبث بالامل ورحمة الله عز وجل ويقسم الاب انه لايعرف كيف استطاع اكمال القياده والوصول الى الاسكندرية كان يشعران ملاك الموت داخل السيارة طوال الوقت ينظرهم اليهم جميعا لكنه قاوم كل تلك الاحاسيس ووصل بعناية الله الى الاسكندرية فتوجه على الفورالى المستشفى الميرى حيث مركز السموم لانقاذ اطفاله
الواقعة
قال الاب الذى غلبته للمره الثانية اوالثالثة الدموع خلال حديثه انه تم ادخال اطفاله على الفورالى الطوارئ بالمركزلاسعافهم ثم فجأة وجد الاطباء فى حالة وجوم وهم يخرجون من عند ابنى احمد فأسقط فى يدى انا وانهرت انا وزوجتى حيث قرأنا فى وجوههم ما ارادو قوله قبل سماعه بألسنتهم
مات ابنى الكبيرمات احمد اول فرحة لى ولزوجتى ولعائلتنا مات بسبب الغش والتدليس والخداع وانعدام الضميروغياب الرقابه والمحاسبه والمسئوليه مات
واكمل الاب الملكوم الحديث قائلا انه فى خضم الخبرالمفجع الذى تلقاه نسى اوجاع طفليه الاخرين وكان همه هو استكمال الاجراءات لدفن نجله واتخاذ الاجراءات القانونية حتى لايفلت الجانى بجريمته فسارعت لابلاغ قسم ونيابة العطارين فكان الرد ان الواقعة حدثت فى مطروح وان على الذهاب لامطروح لاستصدارامرمن النيابة بتشريح الجثة ثم دفنها فسافرت مع اول ضوء للنهارلمطروح والتى نت عائد منها للتوومعى تقريرالوفاه من المستشفى الخاص بأبنى حيث اصدرت النيابة قررها بتشريح الجثة والتصريح بالدفن لاعود ثانية للاسكندرية لاسلم القرار لتنفيذه ثم فى نهاية اليوم تسلمت جثة احمد ودفنته بيدى فى مقابرالاسره بالعمود بكرموز وانا ادفن معه جزء من قلبى وروحى
الشقيقان
اوضح الاب انه طفليه الاخرين طه ومالك مازالا يعالجان من اثرالتسمم بمركز السموم وقد حدثت لهم مضاعفات كثيره
مشيرا الى ان محافظة مطروح اغلقت مطعم حسنى ذلك بعد التحفظ على 350 يلو من اللحوم الغيرصالحة بالمحل ومازالت النيابة تواصل تحقيقاتها فى الواقعة مطالبا بتعديل تشريعى لتكون عقوبة الغش التجارى الذى يتسبب فى موت شخص اواكثرهى الاعدام وهو اقل مايرضيه كقصاص عن روح ابنه احمد
جريمة عقوبتها السجن المؤبد
من جانبه اكد الدكتورايهاب ماهرالمحامى بالنقض والادارية العليا ان عقوبة الغش الذى وقع من محل المأكولات فى تلك الحاله تصل الى السجن المؤبد والغرامه التى تصل ل50 الف جنيه مشيرا الى أن قانون قمع الغش والتدليس رقم ٤٨ لسنه ٤١ المعدل بالقانون رقم ٢٨١لسنه ١٩٩٤، نص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحداى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق فى أحد الأمور، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحداى هاتين العقوبتين إذا كان الغش في الكم او الكيف .
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر، إذا كانت هذه الحيازة لعقاقير أو نباتات طبية أو أدوية مما يستخدم فى علاج الإنسان أو الحيوان، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر إذا كانت الأغذية أو الحاصلات المنتجات أو العقاقير أو النباتات الطبية أوالأدوية أو المواد المشار إليها فى المادة السابقة ضارة بصحة الإنسان أو الحيوان.
وكشف الدكتورايهاب أنه إذا نشأ عن جريمة الغش وفاة شخص أو أكثر – وهى حالة الطفل احمد - تكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر.
واضاف الدكتورايهاب ماهرانه استصدرحكم من محكمة جنايات الاسكندرية فى واقعه مماثله فى ديسمبر2018 ضد (خ.ع) صاحب ومدير قرية مشويات شهيربمنطقة السيوف بالاسكندرية حكمت فيها المحكمة عليه بالسجن المشدد10سنوات والغرامة 50 الف جنيه وذلك لتسببه فى وفاة الطفل ياسين سامح نبيل رزق حسن واصابة والديه بالتسمم
واوضح ايهاب ماهران المحكمة استندت فى حكمها الى القصد الاحتمالى لارتكاب جريمة الغش من المتهم واسست عليه حكمها بجانب جميع الادله والقرائن والشهود وتقاريرالطب الشرعى ومعامل وزارة الصحة التى جاءت فى الاوراق واثبتت حدوث التسمم للمجنى عليه ووالديه ومسئولية المتهم عن الجريمة