قصة استشهاد أصغر ضابط ملازم أول : أحمد حافظ شوشة
جريدة السلام الدولي اليوم تحي ذكري أستشهاد الشهيد أحمد حافظ شوشة الشهيد البطل أبن مصر وأبن محافظة السويس وذكري أستشهادة في 21 أكتوبر الموفق يوم الجمعه 2017 هناك من يرث عن والديه وأجداده الشكل وملامح الوجه، وهناك آخرين يرثون جينات المقاومة والتضحية في سبيل الوطن، النقيب "أحمد حافظ شوشة" ابن السويس، شهيد هجوم الواحات، بطل جديد من هؤلاء الذين ورثوا البطولة وجينات الرجولة. تحقيق الحلم قبل 35 عامًا، أنهى "حافظ شوشة"، والد الشهيد "أحمد" شهادة الثانوية العامة، وسعى أن يلتحق بكلية الشرطة، فجهز الأوراق المطلوبة، مر من اختبار لآخر حتى وصل إلى كشف الهيئة، لكنه لم يستطع تحقيق حلمه في أن يصبح ضابطًا. "أحمد كان عنده حلم يدخل كلية الشرطة، ربيت جواه الرغبة في صغره، وكبرت معاه".. هكذا قال والد الشهيد، قبل أن يبعد بضع أمتار عن العزاء ليتحدث لـ"مصراوي"، مضيفًا أنه زرع في ابنه هذا الحلم، الذي لم يقدر له هو تحقيقه. جينات الفداء "من 44 عامًا، وفي نفس الشهر كان أبويا (أحمد فؤاد شوشة) مع المقاومة الشعبية بيشارك في الدفاع عن السويس ضد الإسرائيليين" يصمت الرجل الخمسيني قليلًا ثم يستكمل: "أبويا حارب إسرائيل وانتصر وابني حارب الإرهاب واستشهد". كانت العلاقة بين الشهيد أحمد ووالده، علاقة صداقة مبنية على الثقة والتقدير، "ابني كان رياضي عمره ما شرب سيجاره وعمره ما زعل حد لا في صحابه ولا في البيت" يتحدث "حافظ شوشة". "مصر حلوة يا بابا وجميلة وعشان تفضل جميلة لازم نضحي شوية"، يتذكر الأب كلمات ابنه الشهيد عقب التخرج حينما انضم لقطاع الأمن المركزي، وقال إن الشهيد "أحمد" كان مخير بين العمل في أقسام الشرطة، أو الانضمام لقطاع الأمن المركزي، لكن ورغم مشقة العمل في الأمن المركزي، اختاره لتزداد خبراته سريعًا. وأضاف والد الشهيد، أن ابنه الذي تخرج في كلية الشرطة عام 2016، كان يؤدي تدريبات شاقة لرفع كفاءته القتالية، وتأهل للمشاركة في فرقة "مهام" قتالية، مشيرًا إلى أنها من أصعب الفرق في الشرطة، التي تعادل الصاعقة في القوات المسلحة. فرقة "مهام" ويكشف والده: "أحمد كان من أوائل الحاصلين على ما يسمى بفرقة (مهام)، التي يتم التدريب فيها على ضرب النار والاشتباك بالأسلحة الفردية مثل الطبنجة أو الآلي"، وقال والد الشهيد إن الفرقة كانت تقديرًا لتفوقه القتالي، ما ترتب عليه من انضمام لقطاع العمليات الخاصة، ولكفاءته وقع اختيار قيادات العمليات الخاصة ليكون أصغر ضابط مشاركا بمأمورية الواحات. "لما بطلع عملية بحط روحي على كفي، إما أن أعود بنصر، أو أموت فأكون شهيدًا" عبارة ما زال صداها يتردد في أذني والده حافظ، كان يعتبرها بمثابة ردًا وافيًا من نجله، حين يعاتبه على إغلاق هاتفه بالأيام فيخبره الابن أنه كان ينفد عملية، وأنه لن يخذله. وعائلة "شوشة" تعد من أكبر عائلات السويس، وحقق أبنائها مراكز مرموقة في مختلف المجالات، سواء بقطاع البترول أو التجار أو في التعليم، وأسرة الشهيد تضم والده وشقيقتين، إحداهما أصغر بمرحلة التعليم الجامعي، والأخرى أكبر سنًا، متزوجة بينما توفيت والدته قبل عام. رصيد للآخرة كان اللقاء الأخير الذي جمع بين الضابط الصغير ووالده، قبل أسبوعين، كانت الإجازة السنوية لأحمد منذ تخرجه، قضى 14 يومًا، حرص فيها أن يكون بجوار والده يلازمه في محل تحف وأنتيكات، يملكه، قدر المستطاع، لم يغيب عنه إلا للقاء بعض الأصدقاء المقربين، وكأنه يودعهم قبل الرحيل. "سلمني نص مرتبه كالعادة، وقالي دي صدقات الشهر".. كان ذلك المبلغ آخر ما تسلمه الأب من الشهيد، ويحكي أنه اعتاد كل شهر أن يسلمه "أحمد" نصف راتبه ليتصدق به، وأضاف: "كنت بقوله مرتبك قليل خد جزء وسيب الباقي صدقة"، فيرد: "لا يا بابا في ناس محتاجة الفلوس دي أكتر مني الحمد لله اللي معايا بيكفيني"، كان أحمد يدخر ذلك المال رصيدًا للآخرة. ليلة الجمعة، قبل عملية الواحات بساعات، اتصل الضابط الصغير، خريج 2016، بوالده، للاطمئنان عليه، وأخبره أنه سيشارك في مأمورية كبيرة، لم يخبره تفاصيلها، ولكن طلب منه الدعاء له، وانتهت المكالمة بشطر الشهادة، فردد أحمد "محمد رسول الله" 15 من زملائه أثناء اشتباكات وقعت في الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية، خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية. جريدة السلام الدولي اليوم