فضحت فساد مؤسسات التعليم بأوكرانيا.. تفاصيل عملية النصب على 400 طالب مصري في "كيرفوجراد"
فضحت فساد مؤسسات التعليم بأوكرانيا.. تفاصيل عملية النصب على 400 طالب مصري في "كيرفوجراد"
8-2-2019 | 19:35
الطلبة المصريون في أوكرانيا
تشهد جامعة الدونتسك الوطنية الطبية، بمدينة كيرفوجراد بأوكرانيا، فضيحة كبيرة تبرز حجم الفساد القائم فى منظومة التعليم الجامعى للطلبة الأجانب بأوكرانيا، حيث قام سماسرة الطلبة باستقدام أكثر من 850 طالبا أجنبيا، منهم حوالى 400 طالب مصرى، للدراسة فى الجامعة، وقام السماسرة بتحصيل المصروفات الدراسية من الطلبة وهربوا بها.
وطالبت الجامعة، المتعاقدة مع السماسرة، والتى تسمح لهم بتلقى المصروفات، الطلبة بإعادة دفع المصروفات الدراسية والمتمثلة فى عدة آلاف من الدولارات لكل طالب.
تظاهر الطلبة أمام مكتب رئيس الجامعة لمدة يومين، والذى اجتمع بهم مهددا بفصل أى طالب لا يقوم بالسداد المكرر لمصاريف الدراسة التى قام بالفعل بدفعها مسبقا، كما أفادهم باعتزامه نقل موقع الجامعة ليكون فى شرق أوكرانيا بالقرب من ميناء ماريوبل فى منطقة تشهد نزاعا مسلحا.
وبقيام الطلبة المصريين بالبحث عن السمسار الذى قام باستقدامهم وتلقى منهم مصاريف الدراسة، وهو سمسار يدعى "‘على الباكستانى"، تبين هروبه من المدينة بالمبالغ التى حصلها منهم. ونشرت الصحف الأوكرانية أخبارا بشأن ما كشف عنه جهاز الأمن الأوكرانى من تواطؤ إدارة الجامعة مع السماسرة لقبول طلبة أجانب بالدراسة بها دون أى معايير فى مقابل رشاوى، وصلت إلى حصول عميد الجامعة على سيارتين "بى إم دبليو" حديثتين هدية من أحد السماسرة يتجاوز ثمنهما مائة ألف دولار أمريكى.
وكتب الطلبة المصريون شكوى للسفارة، أمس الخميس، شكوا فيها من النصب الذى تعرض له الطلبة، حيث أشار الطلبة إلى أنهم قاموا قبل التسجيل بالجامعة والسفر لأوكرانيا بسؤال أحد الموظفين بالمجلس الأعلى للجامعات عما إذا كانت الجامعة معترفا بها أم لا، فأشارت الموظفة لهم بأن الجامعة معترف بها فى مصر دون أن توفر لهم أى وثيقة تضمن ذلك.
إلا أن الطبة شكوا للسفارة أنه بحضورهم للجامعة، تبين لهم تردى مستواها العام وعدم وجود أى معامل بها، وعدم تلقيهم سوى بضع محاضرات قليلة وقصيرة أسبوعيا، ولاحظوا عدم اكتمال هيئة تدريس وعدم وجود أساتذة مؤهلين للتدريس أساسا بالجامعة، بما تسبب فى إحباط الطلبة بشكل كامل.
بالاتصال بالسفارة، أكد السفير دكتور حسام الدين أنه يتابع الموقف منذ مساء 7 يناير الجارى مع الطلبة وذويهم هاتفيا، وأنه قد تم إجراء اتصالات عالية المستوى بالخارجية الأوكرانية لطلب إبلاغ الأجهزة الأمنية الأوكرانية بأهمية التدخل السريع لحماية الطلبة المصريين وإلغاء القرار الذى اتخذه رئيس الجامعة فى صباح 8 الجارى بفصل 850 طالبا منهم حوالى 400 طالب مصرى.
وأكد السفير أن السفارة تحذر الطلبة بانتظام من أى تعامل مع مكاتب السماسرة، حيث إنها تتلقى بانتظام شكاوى لا تنقطع من الطلبة بشأن تعرضهم للنصب أو التضليل من قبل السماسرة.
وأشار إلى أن موضوع تحصيل السماسرة للمصروفات المدرسية ثم الاستحواذ عليها دون ردها، هى ممارسة متكررة من ضمن قائمة طويلة من الممارسات التى اعتادت السفارة تلقيها بشأن ممارساتهم، حيث تقوم السفارة بإحالة كل الشكاوى التى ترد لها رسميا للجهات الأوكرانية المعنية لاتخاذ ما يلزم فى حماية حقوق الطلبة ومستقبلهم وتقوم بمتابعة ما تم بشأنها دوريا.
هذا وقد وصلت مختلف الأجهزة الأوكرانية المعنية إلى موقع الجامعة، وجارٍ التحقيق والنظر فى الإجراءات اللازمة لحل المشكلة.
ويبقى السؤال، ماذا اتخذت الجهات المصرية المعنية، خاصة وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، من إجراءات لحماية الطلبة المصريين من التعرض لمثل تلك المآسى، وليكونوا ضحية لسماسرة فاسدين يسجلونهم في جامعات فاسدة، ولا يهمهم سوى تحصيل أكبر أرباح ممكنة من الطالب ويبيعونه الوهم فى المقابل لدراسة لا تتناسب جودتها المنخفضة مطلقا مع حجم طموحاتهم لمستقبل أفضل.