«زهران»: مشروع الألف مصنع حقق الأمان لغالبية الشعب.. ونكسة 67 انتهت آثارها
«سامي»: أبناء البسطاء نالوا مراكز في الجيش والشرطة والقضاء واختفت «الواسطة»
تحل اليوم ذكرى ميلاد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر 15 يناير 1918، أمير الفقراء ورمز العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، ولاتزال ذكراه خالدة في عقول وقلوب جماهيره بمصر والوطن العربي والعالم كله، مجسدا أحلام وطموحات الشعوب بإنجازات خالدة إلى يومنا هذا، ونستعرض في سياق السطور التالية أبرز إنجازاته التي خلدت ذكراه.
«عبد الناصر» يشرح «العدالة الاجتماعية»
من الأقوال المأثورة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن العدالة الاجتماعية «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الغنَى إرثاً والفقر إرثاً والنفوذ إرثاً والذل إرثاً، ولكن نريد العدالة الاجتماعية، نريد الكفاية والعدل، ولا سبيل لنا لهذا إلا بإذابة الفوارق بين الطبقات، ولكل فرد حسب عمله، لكل واحد يعمل ولكل واحد الفرصة ولكل واحد العمل، ثم لكل واحد ناتج عمله».
نجيب محفوظ يصف الزعيم
وقال نجيب محفوظ عن «الزعيم الراحل» «إن عبد الناصر أكثر من أنصف الفقراء.. وما لم يستطع تحقيقه أعطاه لهم أملا لذلك فالناس لا تنساه أبدا، لأن الأمل لا يموت وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل اسم عبد الناصر وصوره ترتفع في كل مظاهرة شعبية».
فرص كبرى للفقراء
في البداية يقول المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة – أحد أبرز الأحزاب الناصرية – إن الفقراء والبسطاء يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع المصري، وهم نالوا فرص كبيرة وغير مسبوقة في المرحلة الناصرية تمثلت في التعليم المجاني والحصول على مراكز مرموقة ومتعددة في الدولة، ولم يكن هناك أي تمييز بالوساطة والمحسوبية، وكان المجموع الذي يؤهل من خلال التنسيق للالتحاق بالكليات، وبذلك تبوأ أبناء البسطاء والفقراء مراكز مرموقة .
وأضاف المهندس «سامي»: «ذلك فتح المجال أمامهم كي يرتقوا في المستويات الاجتماعية لا شرط أمامهم سوى الكفاءة والتميز».
وأوضح «كذلك كان هناك اهتمام بشريحة الفلاحين والعمال، فقوانين الإصلاح الزراعي مكنت الفلاحين من تملك الأراضي الزراعية وتوفير دخل من قوت عملهم ومن ملكيتهم دون أن يكونوا أجراء عند أصحاب الملكيات الكبرى، أما العمال فنالوا فرص كبيرة من خلال المصانع التي تم بناءها وأصبحت النظرة للمظهر العام وزى العمال نظرة فخر».
وتابع رئيس حزب الكرامة، أن هؤلاء الذين نالوا فرص ومواقع مرموقة كانوا قادمين من كل النجوع والحواري والأماكن الشعبية، وهذا عكس شعور أن المرحلة الناصرية أتاحت لهم ما لم يكن متاح سابقا واختفت الطبقية والفوارق الاجتماعية، وهذا هو السبب الرئيسي للامتنان المستمر للمرحلة الناصرية.
النكسة انتهت آثارها وتبقت الانجازات
وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن السيرة الذاتية للشخص لا تقف عند حدث وإنما تقف عند مرجعية، فلا يمكن تقييم عبد الناصر بحدث مثل نكسة 67، والتقييم بالإجمالي وليس الجزئيات، فحرب 67 كانت حرب استنزاف وهو من جهز لحرب أكتوبر 73، وأزيلت آثارها بنصر أكتوبر ولا يجب أن نقف عندها إلا بالدرس والتحليل.
وتابع: «البسطاء يرفعون صور عبد الناصر لأن نظام ثورة يوليو حمى وتبنى حقوق هذا الطبقة، وقبل ثورة 1952 كانت الطبقة الكادحة معدمة والتعليم والجيش والشرطة والقضاء للأثرياء والرأسماليين والإقطاعيين، وجاءت ثورة يوليو لترفع شعارات القضاء على الفساد والاستغلال والاستعمار والعدالة الاجتماعية والقضاء على الرأسمالية والإقطاع، كلها إجراءات اجتزأت للأغلبية حقوقها وحققت العدالة».
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن المرحلة الناصرية تبنت مشروع الألف مصنع في عهد عزيز صدقي، ووفرت فرص العمل، وحققت الاستقرار والأمان للشعب، وعاشت الطبقة الوسطى والفقيرة ظروفا أفضل في ظل مناخ آمن، ولازال في ضمير الشعب مشروع عبد الناصر الذي يحقق مصالح الغالبية فضلا عن العزة والكرامة واستقلال القرار السياسي».