وزير الآثار يعلن اكتشاف مقبرة "واح تى".. ويؤكد ردا على شائعات الإخوان: نسعى لاستعادة تراث مصر من الخارج.. المتحف المصرى لم يمنح تصاريح لبيع الآثار.. تخصيص 65 مليون جنيه لتطوير المعبد اليهودى بالإسكندرية
واجه الدكتور خالد العنانى وزير الآثار الشائعات التى تدعى أن الآثار تتراخى فى المطالبة بعودة القطع الأثرية من الخارج، مؤكدا أن تصريحاته فى مجلس النواب الخاصة باسترداد القطع الأثرية تم تحريفها، وأن الوزارة حريصة على استرداد القطع الأثرية ومن بينها قطعة معروضة للبيع تزعم إحدى الجهات أن لديها تصريح ملكية من المتحف المصرى بالتحرير منذ ما يقرب من 48 عاما، وجار التشكيك فى أصل هذا التصريح، حيث إن قانون الآثار لم يجرم بيع الآثار فى تلك الفتر
جاء ذلك خلال إعلانخالد العنانى، نجاح البعثة الأثرية المصرية فى اكتشاف مقبرة "واح تى" أحد كبار الموظفين بسقارة من عهد الملك نفر اير كارع من أواخر الأسرة الخامسة، ويعود عمرها إلى أكثر من 4400 عام، ولم تمس من قبل وتتميز بالألوان الرائعة، وتعد فريدة من نوعها وتتمتع بنقوش ملونة على جدرانها.
وأضاف الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أن عام 2018 فى الآثار ذو طابع إسلامى، حيث شهد افتتاح عدة مساجد أثرية فى جميع المحافظات إلى جانب ترميم العديد من المشروعات الأثرية وافتتاح عدة متاحف إلى جانب تطور ملحوظ فى مشروعات الترميم الأثرية بناء على توجيهات الرئيس السيسى.
وأكد الدكتور خالد العنانى أنه تم الانتهاء من 80% من الأعمال الخرسانية بالمتحف الكبير، وتم نقل 45 ألف قطعة أثرية من مختلف المتاحف والمواقع، لافتا إلى أن نسبة العمل فى المتحف كانت منذ عامين نحو 17% فقط، موضحا أن الحكومة منحت وزارة الآثار منذ عام ونصف مبلغ مليار و270 مليون جنيه لعدد من المشروعات منها ترميم أهرامات الجيزة وإنشاء 3 قاعات بمتحف الحضارة وتطوير طريق الكباش و65 مليون جنيه للمعبد اليهودى بالإسكندرية.
وبالنسبة لعام 2019 كشف وزير الآثار أنه سيتم افتتاح العديد من المساجد الأثرية بعد الانتهاء من ترميمها بالتعاون مع وزارة الأوقاف وعدد من الأديرة الأثرية بالتعاون مع الكنيسة المصرية، مشيرا إلى أنه من المقرر الانتهاء فى 2019 من مشروع إنقاذ آثار أبو مينا بالإسكندرية، وافتتاح مركز زوار أبيدوس.
وأوضح "العنانى" أنه سيتم كذلك فى منتصف عام 2019، افتتاح هرم زوسر لسقارة، أول هرم فى مصر، والمقبرة الجنوبية لزوسر بسقارة أيضا، لافتا إلى أن عام 2019 سيشهد افتتاح أول متحف بالشراكة مع القطاع الخاص بالغردقة، وأول مصنع للمستنسخات الآثرية، كما أنه من المتوقع الانتهاء من مشروع ترميم قصر البارون والمتحف اليونانى الرومانى آواخر عام 2019.
ووحضر الافتتاح كل من سفير البرازيل، وسفير أوكرانيا، وسفير الاتحاد الأوروبى، وسفيرة فنلندا، وسفير شيلى، وسفير الأردن وحرمه، وسفير إنجلترا، وسفير النمسا، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية، سفير المجر وحرمه، سفير جورجيا، سفير فرنسا، سفير إيطاليا، سفير إيرلندا، سفير بولندا وحرمه وابنه، وسفير السويد، وقنصل سفارة بولندا، نائب سفير جورجيا، والمستشار الثقافى لسفارة بيرو، ومديرة المعهد الإيطالى.
ومن جانبه قال مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة، إنهم استطاعوا الوصول إلى واجهة هذه المقبرة أثناء أعمال الحفر الأثرى فى شهر نوفمبر الماضى، من الموسم الثانى للبعثة، حيث اكتفت حينها بالإعلان عن الكشف عن جبانة الحيوانات، حيث إن مدخل المقبرة كان مغلقا بجدار من الطوب اللبن مما يتطلب الكثير من العمل والوقت.
وأشار وزيرى إلى أنه خلال العمل استطاعت البعثة إزالة الرديم، والتى كشفت عن نقوش غائرة فى العتب العلوى للسدة نقش عليها ثلاثة أسطر من الكتابة الهيروغليفية تحمل أسماء وألقاب صاحب المقبرة "واح تى"، الذى من أهم ألقابه: كاهن التطهير الملكى ومفتش القصر الإلهى ومفتش معبد الملك نفر إير كا رع، ومفتش فى المركب المقدس.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى أنه بعد فتح السدة ودخول المقبرة وجدت جدارن المقبرة تحمل العديد من النقوش الملونة التى تحمل اسم زوجة صاحب المقبرة "ورت بتاح"، والعديد من المناظر التى تصور صاحب المقبرة مع أمه "مريت مين"، وعائلته من زوجته وأولاده، ومناظر الحفلة الموسيقية، وصناعة النبيذ، وصناعة الفخار، ومناظر تقدمة القرابين، ومناظر إبحار المراكب، وصناعة الأثاث الجنائزى، وصيد الطيور، وصناعة التماثيل، وسحب التماثيل بالاضافة إلى نصوص من السيرة الذاتية لصاحب المقبرة.
كما تم العثور أيضا داخل المقبرة على 18 نيشة تضم 24 تمثالا كبيرا منحوتا فى الصخر وملونا تصور صاحب المقبرة وعائلته، أما الجزء السفلى من المقبرة فيضم 26 نيشة صغيرة تحوى على 31 تمثالا منحوت فى الصخر أيضا لشخص إما واقفا أو فى وضع الكاتب يرجح أنها لصاحب المقبرة وتماثيل لأفراد عائلته، بالإضافة إلى العثور على العديد من الأوانى الفخارية.
وأكد وزيرى أن أرضية المقبرة تحتوى على خمسة آبار دفن، والتى تمكنت البعثة من تحديد أماكنهم حتى يتم بدء العمل فيها فيما بعد، بالإضافة إلى بابين وهميين أحدهما يخص "واح تى" والآخر لأمه مريت مين.
وأضاف أمين عام المجلس الأعلى للآثار أن البعثة مازالت تواصل أعمال الحفائر داخل المقبرة والكشف عن المزيد من أسرارها، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق، وتنظيف الجدران، وتقوية النقوش والألوان.
أما عن التخطيط العام للمقبرة فأشار صبرى فرج مدير عام منطقة سقارة إلى أنها عبارة عن صالة مستطيلة تبلغ مساحتها 10م طول من الشمال للجنوب، و3م عرض من الشرق للغرب، و3 م ارتفاع، وحجرة السرداب فى نهاية المقبرة.