"هشاشه روح"

كتب :
الخميس 26 نوفمبر 2020 - 12:00 م

كتبت دعاء خطاب
 
"هشاشه روح"
 
كنت دائماً أعتقد بأنني اتمتع
بقدر كبير من قوه التحمل
و مواجهه الظروف الصعبه
والمواقف التي تتطلب الصلابه
وعدم الإنهيار خلال الأوقات الحرجه
و كثيرا ما مررت بها بالفعل
وكثيرا ما قالت أمي إبنتي كالجبل
لا تشكو إلا من الشديد القوي!!!
وهنا منشأ إعتقادي ذلك.
حتى عبرت بأزمه مرض وفقد أخي
وكل ما تحمله الرحله من مواقف
صعبه يشيب لها القلب قبل أوانه
واكتشفت مدى هشاشه روحي
مع كل لمحه تتداعي من الذاكره
كل موقف درامي مشابه
مع كل وجبه طعام كان يحبها من يدي
ومع كل ذكر لفقيدي بلقب مرحوم
وفي كل شارع عبرناه سوياً في أشهر
المرض الأخيره أثناء رحلاتنا المتكرره
للمستشفيات والأطباء
ومع كل صوت سارينه سياره إسعاف
حتى الأماكن التي كان يحبها ويتمنى
أن يَشفي ليصطحبنا إليها
عجزت عن زيارتها.. و تؤلمني بشده
فكره أن الحياه يجب أن تستمر
في سريانها.. ولا شئ يوقف حركتها
وعلمت أن لا شئ مهما اختبرتني الحياه
يجعلني أعتاد الآلم.. لا شئ على الإطلاق
مهما عبرت من تجارب صعبه
ولا أنا بقويه ولا صلبه ولا طاقه لي
حتى على الذكرى.
معاناتي ليست في الفراق
فالجميع مفارق.. أكثر ما يُوجعني
ذُل المرض وعجزه ومشاهده الأخيره
التي علقت بذاكرتي رغماً عني
عباراته المليئه بالشكر لله على كل شئ
رغم الآلم وكلمات الإمتنان الجميله
التي صدقت عليها نظراته الحانيه
ولمساته الرقيقه ليربت على ايادينا