8 أكتوبر 1973 _ يوم من أيام الله التى تجلت فيها بسالة رجال قواتنا المسلحة خير أجناد الأرض

كتب : ناصر عبدالرحيم
الخميس 08 اكتوبر 2020 - 05:15 م

8 أكتوبر 1973 _ يوم من أيام الله التى تجلت فيها بسالة رجال قواتنا المسلحة خير أجناد الأرض
اللى حصل فى اليوم ده فى عدة نقاط سريعة أنقلها لحضراتكم :
1) وصول أحد قادة الجيش الأمريكي إلى إسرائيل و معه أحدث صور الأقمار الصناعية لجبهة القتال و التى تحوى أوضاع القوات المصرية و أحدث معلومات المخابرات الأمريكية عن الجيشين المصرى و السورى و معه خطة أمريكية لتنفيذ الهجوم المضاد الإسرائيلي ضد القوات المصرية و قد وصل إلى مقر القيادة الإسرائيلية فى الثالثة من صباح اليوم للإشتراك فى إدارة معركة الهجوم المضاد الإسرائيلي الرئيسي على الجبهة المصرية
2) الفريق سعد الشاذلي يقوم بزيارة الجبهة ليتابع عملية التصدى للهجوم المضاد الإسرائيلي من أرض المعركة و يتفقد قطاعات الجيشين الثانى و الثالث و أحد حصون خط بارليف بعد تحريرها
3) إستكمال حشد الفرق المدرعة الإسرائيلية تمهيداً للهجوم المضاد الرئيسي
4) طيران العدو يكثف غاراته على القوات المصرية و وسائل الدفاع الجوى المصرية تتصدى له
5) مدفعية العدو تكثف نيرانها على قواتنا للتمهيد للهجوم المضاد و مدفعيتنا ترد عليها
5) القوات المصرية تواصل إقتحامها لباقى حصون خط بارليف و تحاصر المتبقى منها
6) تجمع بعض وحدات الأسطول الأمريكي فى مدخل البحر الأحمر فى مواجهة القطع البحرية المصرية التى تغلق مضيق باب المندب فى وجه الملاحة المتجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي
7) بدء الهجوم الإسرائيلي المضاد على طول الجبهة المصرية بقوة 500 دبابة تساندها الطائرات و المدفعية حيث هاجمت فرقة الجنرال أدان الجيش الثانى المصرى و هاجمت فرقة الجنرال مندلر الجيش الثالث المصرى و ظلت فرقة شارون تعمل كإحتياطي
8) القوات المصرية تتصدى للهجوم الإسرائيلي و تكبده خسائر فادحة و تجبر قواته على الإنسحاب ، و تنجح الفرقة الثانية فى قطاع الجيش الثانى فى إبادة و تدمير لواء مدرع إسرائيلي و تأسر العقيد عساف ياجورى أحد قادة اللواء 210 المدرع و قد إشتهر فى الإعلام المصرى بإسم اللواء 190 مدرع
9) قادة العدو يتبادلون الإتهامات عن المسئولية فى فشل الهجوم و يطالبون بمحاكمة شارون لإمتناعه عن إنقاذ فرقة الجنرال أدان
10) القوات المصرية تتقدم و تحرر مساحات جديدة من الأرض و تطارد بقايا العدو المنسحب
11) القوات المصرية تحرر مدينة القنطرة شرق و تأسر 56 فرداً من أفراد جيش العدو هم من بقوا أحياء بعد معركة تحرير المدينة
12) قواتنا تنجح فى تدمير مقر القيادة الإسرائيلي فى بير تمادة و تقصف مطار المليز بعمق سيناء بالصواريخ البعيدة المدى فى إشارة واضحة إلى قدرة مصر على الوصول إلى العمق الإسرائيلي
13) طيران العدو الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة بورسعيد إعتقاداً منه بوجود صواريخ أرض أرض المصرية البعيدة المدى القادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي بها
14) ظهور العقيد عساف ياجورى أسيراً ذليلاً على شاشة التلفزيون المصرى
15) تقديرات بأن القوات المصرية تمكنت من تدمير 400 دبابة إسرائيلية فى هذا اليوم
__________________________________
يقول وزير دفاع العدو موشيه ديان : يوم 8 أكتوبر هو نقطة التحول فى الحرب ، فقد كان الغرض منه سحق القوات المصرية التى عبرت القناة ، و إتخذت مواقعها على الضفة الشرقية ، كانت إسرائيل قد أرسلت مئات الدبابات للإشتراك فى الهجوم المضاد ، و كنا نقدر أن يكون يوم 8 أكتوبر هو يوم الدروع المتصارعة ، إشتبكت الدبابات الإسرائيلية بالفعل ، و دار قتال مرير ، و حارب رجالنا بشجاعة ، غير أن هذا اليوم كان يوم الفشل العام لإسرائيل
__________________
يوم 8 أكتوبر من واقع مذكرات المشير محمد عبد الغني الجمسي .. يقول المشير الجمسى :
تمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخلياً و خارجياً ثم إقتحامها ، و دار القتال فى شوارعها و داخل مبانيها حتى إنهارت القوات المعادية ، و إستولت الفرقة على كمية من أسلحة و معدات العدو بينها عدد من الدبابات وتم أسر ثلاثين فردا للعدو و هم كل من بقى فى المدينة
فى قطاع الجيش الثالث ، كانت القوات تقاتل على عمق 8 _ 11 كيلومتراً شرق القناة ، و كان أبرز قتال هذا اليوم هو نجاح الفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفى فى إحتلال منطقة عين موسى ، كما قامت الفرقة نفسها بإحتلال مواقع العدو الإسرائيلى المحصنة على الضفة الشرقية للقناة
و كان من شواهد الفشل العام لإسرائيل أيضاً ، خيبتها فى الضربات المضادة ضد قوات الجيش الثانى من القنطرة شرق إلى الإسماعيلية شرق ، حيث وجد اللواء سعد مأمون قائد الجيش فى مواجهته فرقتين مدرعتين ، إحداهما فى منطقة شرق القنطرة بقيادة الجنرال آدان ، و الأخرى على الطريق الأوسط بقيادة شارون
يضيف الجمسى : بدأت فرقة آدان المكونة من ثلاثة لواءات مدرعة قرابة 300 دبابة و وحدات أخرى بالهجوم ضد الفرقة 18 بقيادة فؤاد عزيز غالى فى قطاع القنطرة بلواء مدرع ، و ضد الفرقة الثانية بقيادة حسن أبوسعدة فى قطاع الفردان بلواء مدرع أخر بغرض إختراق المواقع المصرية و الوصول إلى خط القناة ، و تمكنت قوات الجيش الثانى من صد هذا الهجوم فى القطاعين ، وفشلت قوات العدو فى مهمتها و إضطرت على أثرها للإنسحاب شرقاً بعد أن تكبدت الخسائر فى الأفراد و المعدات
أعاد العدو تنظيم قواته ، و طبقاً للجمسى ، فإن الجنرال آدان حاول مرة أخرى الهجوم بلواءين مدرعين ضد فرقة حسن أبو سعدة و اللواء الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبى فى قطاع شرق الإسماعيلية ، و دارت معركة الفردان بين فرقة آدان و فرقة أبوسعدة حيث إندفعت الدبابات الإسرائيلية لإختراق مواقع أبوسعدة لكنها فوجئت بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل ، و النيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذاً لخطة أبوسعدة
يضيف الجمسى : كانت قوة الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى الذى أصابه الذعر عندما أصيبت و دمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة ، و لم يكن أمامه إلا القفز من دبابة القيادة و معه طاقمها للإختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية ، و ظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلاً لها يشاهده الجميع بعد الحرب ، و إضطر آدان إلى إيقاف هجومه و الإنسحاب شرقاً تحت ضغط قوات و نيران الجيش الثانى
كما تضمنت مشاهد الفشل العام لإسرائيل ، خسائرها الفادحة التى تكبدتها من بطولات قواتنا الجوية و سلاح الدفاع الجوى ، و حسب الجمسى : شهد اليوم نشاطاً جوياً متزايداً و مؤثراً لقواتنا الجوية ضد مطارات العدو ، و وصل عدد الطلعات التى نفذتها قواتنا الجوية إلى قرابة 400 طلعة ، و هو مجهود كبير كان له أثره الفعال ، وحتى نهاية اليوم تم إسقاط 24 طائرة فانتوم و سكاى هوك للعدو ، بينما كانت خسائرنا عشر طائرات ، و فى البحرين المتوسط الأبيض و الأحمر ، إستمرت قواتنا البحرية فى تنفيذ مهامها لضرب مواقع العدو الساحلية ، و على الساحل الشرقى لخليج السويس ، قامت قوات الصاعقة بالإغارة على مناطق بترول بلاعيم و أشعلت النار فيها
_____________________________
يصف العقيد عساف ياجورى ما حدث فى مقال بجريدة معاريف الإسرائيلية فى 7/2/1975 بقوله :
لماذا تركوا صدورنا عارية على جبهة الفردان يوم 8 أكتوبر ؟! .. إن خيبه الأمل التى أحسست بها وقتئذ شعر بها أغلب الجنود ، و كل من عاشها لا ينسى مرارتها .. و عندما عدت من الأسر أذهلني حجم الخسائر التى وقعت فى صفوفنا .. لقد أصبح الثامن من أكتوبر يوم الدم و خيبة الأمل و الألم العظيم
الصورة لخير أجناد الأرض فوق أحد حصون خط بارليف (المنيع) كما كان يصفه العدو المتغطرس
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏