مهندس حرب أكتوبر ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق سعدالدين الشاذلى

كتب : ناصر عبدالرحيم
الخميس 08 اكتوبر 2020 - 07:58 ص

مهندس حرب أكتوبر ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق سعدالدين الشاذلى

• ولد الفريق سعدالدين محمد الحسيني الشاذلي بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل في 1 أبريل 1922 ، و كان والده من الأعيان ، و إلتحق بمدرسة بسيون الإبتدائية التي تبعد عن قريته حوالي 6 كيلومترات ، و بعد إكماله الإبتدائية ، إنتقل والده للعيش في القاهرة و كان عمره وقتئذ 11 سنة ، و أتم المرحلة الإعدادية و الثانوية في مدارس القاهرة

• إلتحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 و كان أصغر طالب في دفعته ، و تخرج فيها يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة بنفس دفعة خالد محيي الدين

• في عام 1943 تم إنتدابه للخدمة في الحرس الملكي و كان حينئذ برتبة ملازم

• شارك في حرب فلسطين 1948

• مؤسس و قائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر في 1954

• كان قائداً لكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956

• قائد أول قوات عربية في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة 1960- 1961

• ملحق حربي في لندن 1961- 1963

• قائد اللواء الأول مشاة ، شارك في حرب اليمن 1965 - 1966

• قائد القوات الخاصة ، المظلات و الصاعقة 1967 - 1969

• قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية 1970 - 1971

• رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية 1971 - 1973

• أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية 1971 - 1973

• سفير مصر في بريطانيا 1974- 1975

• سفير مصر في البرتغال 1975- 1978

• بدأت علاقته بالزعيم جمال عبدالناصر حين كان يسكن في نفس العمارة التي يسكنها ناصر بالعباسية قبل ثورة 23 يوليو 1952 ، و كانت بينهما علاقات أسرية ، و بالإضافة كونهم ضباط مدرسين في مدرسة الشؤون الإدارية و كانا يلتقيان بشكل يومي ، وقد فاتحه جمال عبدالناصر عن الضباط الأحرار في 1951 ، و رحب الشاذلي بالفكرة و إنضم إليهم و لكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة في كلية أركان الحرب

• سافر وهو برتبة رائد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية متقدمة عام 1953 في المظلات و هو من أول من حصل على فرقة رينجرز وهي مدرسة المشاة الأمريكية ، و كان قائداً للكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 ، و تولى قيادة سلاح المظلات خلال الفترة من 1954- 1959

• أثناء احتفالات بعيد الثورة و الذي كان سيقام في 23 يوليو 1954 ، إقترح الشاذلي على اللواء نجيب غنيم قائد منطقة القاهرة بإظهار سلاح المظلات بصورة مختلفة عن باقي وحدات القوات المسلحة التي كانت تمشي بالخطوة العادية أمام المنصة كما هو معروف ، حيث إقترح بأن تقوم كتيبة سلاح المظلات باستعراض المشي بالخطوة السريعة أمام المنصة ، و كان بذلك أول من أقترح المشي بالخطوة السريعة في العروض العسكرية الخاصة لقوات المظلات ، و التي أصبحت مرتبطة بقوات الصاعقة و المظلات و ما ميزها عن سائر القوات و نقلتها الدول العربية فيما بعد

• أظهر الفريق الشاذلي تميزاً نادراً و قدرة كبيرة على القيادة و السيطرة و المناورة بقواته خلال نكسة 1967 ، عندما كان برتبة لواء و يقود مجموعة مقتطعة من وحدات و تشكيلات مختلفة (كتيبة مشاة و كتيبة دبابات و كتيبتان من الصاعقة) مجموع أفرادها حوإلى 1500 ضابط و فرد و المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء (بين المحور الأوسط و المحور الجنوبي)

• بعد ضرب سلاح الجو المصري و تدميره على الأرض في صباح 5 يونيو ، و إجتياح القوات الإسرائيلية لسيناء ، إتخذت القيادة قرارها بالإنسحاب غير المنظم و الذي أدى إلى إرباك القوات المصرية و إنسحابها بشكل عشوائي بدون دعم جوي ، ما نتج عنه خسائر كبيرة في الأرواح و المعدات و إنقطعت الإتصالات بين القوات المتواجدة في سيناء و بين القيادة العامة المصرية في القاهرة ما أدى إلى حدوث حالة من الفوضى بين القوات المنسحبة ، و التي تم قصفها بواسطة الطيران الإسرائيلي ، في تلك الأثناء إنقطع الإتصال بين الشاذلي و قيادة الجيش في سيناء ، و كان عليه أن يفكر في طريقة للتصرف و خصوصاً بعد أن شاهد الطيران الإسرائيلي يسيطر تماماً على سماء سيناء ، فاتخذ الشاذلي قراراً جريئاً حيث عبر بقواته شرقاً و تخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو و إتجه شرقاً فيما كانت القوات المصرية تتجهة غرباً للضفة الغربية للقناة ، و تمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات داخل صحراء النقب ، من خلال شريط ضيق بعيد عن مسار الطيران الإسرائيلي ، و بقي الشاذلي في النقب لمدة يومين 6 يونيو و 7 يونيو ، و إتخذ موقعاً بين جبلين لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي ، إلى أن تمكن من تحقيق إتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالإنسحاب فوراً

• إستجاب الشاذلي لتلك الأوامر و قام بعملية مناورة عسكرية رائعة ، حيث قام بعملية الإنسحاب ليلاً و قبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة ، و رغم هذه الظروف لم ينفرط عقد قواته ، كما حدث مع وحدات أخرى ، لكنه ظل مسيطراً عليها بمنتهى الكفاءة

• إستطاع الشاذلي بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (أكثر من 200 كيلومتر) في عملية إنسحاب عالية الدقة ، بإعتبار أن الشاذلي كان يسير في أرض يسيطر العدو تماماً عليها ، و من دون أي دعم جوي ، و بالحدود الدنيا من المؤن ، إلى أن وصل الضفة الغربية للقناة ، وقد نجح في العودة بقواته و معداته إلى الجيش المصري سالماً ، و تفادى النيران الإسرائيلية ، و تكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20% ، و كان بذلك أخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء قبل أن تتم عملية نسف الجسور المقامة بين ضفتي القناة

• أثناء حرب الإستنزاف ، كانت إسرائيل تقوم بغارات خاطفة على منطقة البحر الأحمر و تتم عمليات إختطاف يومية للمدنيين و تدمير المنشآت على سواحل البحر الأحمر و التي وصلت ذورتها في حادثة الزعفرانة في 9 سبتمبر 1969 ، رأى الزعيم جمال عبدالناصر أن اللواء الشاذلي أنسب شخص يستطيع وقف إختراقات إسرائيل لمنطقة البحر الأحمر و تأمين المنطقة و قام بتعيينه قائداً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في 1970 ، و تمكن اللواء الشاذلي من وقف عمليات الإختطاف اليومية التي كانت تتم ضد مدنيين و الموظفين الذين كانوا يؤخذون كأسرى من جانب القوات الإسرائيلية في تلك الفترة ، و إستطاع وقف الهجمات الإسرائيلية

• في 16 مايو 1971 ، و بعد إطاحة الرئيس أنور السادات بأقطاب الناصريين ، فيما سماه بثورة التصحيح عين الشاذلي رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية ، بإعتبار أنه لم يكن محسوباً على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك ، و لكفاءته و قدرته العسكرية و لخلفيته الغنية التي إكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية إلى جانب تاريخه العسكري

• عند تعيين الشاذلي رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية كان وزير الحربية و القائد العام للقوات المسلحة وقتئذ الفريق أول محمد صادق الذي دخل معه في خلافات حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء

• في 26 أكتوبر 1972 ، أقال الرئيس أنور السادات الفريق أول محمد صادق من وزارة الحربية لإختلافه مع رؤيته لتحرير الأرض ، و إقتناعه برؤية الشاذلي و عين المشير أحمد إسماعيل على وزيراً للحربية و قائداً عاماً للقوات المسلحة ، و الذي كان قد أحيل للتقاعد في أواخر أيام الرئيس جمال عبدالناصر و الذي كان بينه و بين الفريق الشاذلي خلافات قديمة ، و لكنهما إلتزما بالعمل فيما بينهما للإعداد للحرب

• في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 14:05 (الثانية و خمس دقائق ظهراً) ، شن الجيشان المصري و السوري هجوماً كاسحاً على القوات الإسرائيلية ، بطول الجبهتين ، و نفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع

• بحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 ، حققت القوات المصرية نجاحاً حاسماً في معركة القناة ، و عبرت أصعب مانع مائى في العالم و حطمت خط بارليف في 18 ساعة ، و هو رقم قياسى لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية ، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة ، بلغت 5 طائرات و 20 دبابة و 280 شهيداً ، و يمثل ذلك 2.5% من الطائرات و 2% من الدبابات و 0.3% من الرجال ، أما العدو ففقد 30 طائرة و 300 دبابة و آلاف من القتلى ، و خسر معهم خط بارليف بكامله ، و تم سحق ثلاثة ألوية مدرعة و لواء مشاة كانت تدافع عن القناة ، و إنتهت أسطورة خط بارليف إلى الأبد

• أرسلت القيادة السورية مندوباً للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل على تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان ، فطلب الرئيس أنور السادات من أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقاً لتخفيف الضغط على سوريا ، فعارض الشاذلي الفكرة بشدة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق الـ 12 كيلومتر التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي ، و أي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي ، مازالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية و تشكل تهديداً خطيراً لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي ، و أغلق الموضوع

• إتصل اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني بالقيادة العامة طالباً مكالمة الشاذلي ليخبره بإستقالته و رفضه تنفيذ الأوامر ، و بعدها بدقائق إتصل اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني بالقيادة و أبدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التي أرسلتها القيادة العامة إليه و المتعلقة بتطوير الهجوم ، و قال الفريق الشاذلي لهم أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم لكنه أجبر على ذلك

• فاتح الفريق الشاذلي المشير أحمد إسماعيل مرة أخرى في الموضوع و أبلغه بإعتراضات قائدي الجيشين و تقرر إستدعاء اللواء سعد مأمون و اللواء عبدالمنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة في مساء اليوم نفسه ، و في خلال هذا المؤتمر الذي عقد من الساعة 6 إلى الساعة 11 مساءاً ، كرر كل منهم وجهة نظره مراراً و تكراراً ، و لكن كان هناك إصرار من المشير أحمد إسماعيل أن القرار سياسي ، و يجب أن نلتزم به ، و الشيء الوحيد الذي تغير هو تأجيل الهجوم من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر كما كان محدداً

• في صباح يوم 14 أكتوبر تم سحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 و تم دفعهما شرقاً نحو المضائق ، و إصطدمت القوات المصرية المتجهة شرقاً بمقاومة إسرائيلية عنيفة و كمائن للدبابات و بإسناد جوي إسرائيلي مباشر ، و نسبة لتفوق قوات العدو في الدبابات و التفوق الجوي و أن القوات المصرية تعمل خارج نطاق حماية الصواريخ المصرية و منيت هذه القوة بخسارة فادحة في ساعات ، و تراجعت إلى إثرها غرباً

• فشلت خطة التطوير كما توقع الشاذلي و خسرت القوات المصرية عدد 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي ، و كان قرار التطوير و بتقدير الكثيرين من المتابعين للشأن العسكري أسوأ قرار إستراتيجي إتخذته القيادة السياسية ، مما أضر كثيراً في سير العمليات فيما بعد و أثر على مجريات الأمور ، و جعل ظهر الجيش المصري غرب القناة مكشوفاً لأية عملية إلتفاف ، و هو ما حدث بالفعل بعد ذلك

• إكتشفت طائرة إستطلاع أمريكية وجود ثغرة غير محمية بعرض 25 كيلومتر بين الجيش الثالث الميداني في السويس و الجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية ، و قام الأمريكيين بإبلاغ قيادة العدو الإسرائيلي التي وجدت فرصتها ، فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات ، تمكن بعضها في ليلة 15- 16 أكتوبر من إجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية بين الجيشين الثاني و الثالث عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرة ، وقد أدى عبور هذه القوة إلى إحداث ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت بإسم ثغرة الدفرسوار ، و تم نصب جسر طوف لعبور الدبابات و الآليات المدرعة ، يوم 16 أكتوبر تمكن لواءان و هما لواء مدرع و لواء مظلي من العبور و التواجد إلى غرب القناة بقيادة الجنرال أرئيل شارون قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية 143 ، و حاولت هذه القوة إحتلال مدينة الإسماعيلية فتصدى لها لواء مظلات و كتيبتى صاعقة مصرية ، و منعتها من إحتلال الإسماعيلية و كبدتها خسائر فادحة ، و لكن تمكن أرئيل شارون من إحتلال منطقة تقع ما بين مدينتي الإسماعيلية و السويس

• في يوم 17 أكتوبر ، إقترح الفريق الشاذلي المناورة بالقوات و سحب الفرقتين المدرعتين 21 و 4 من شرق القناة ، و بإستخدام هاتين الفرقتين يتم توجيه ضربة رئيسية للواءين الإسرائيليين غرب القناة ، و في الوقت نفسه يقوم اللواء 116 المتواجد غرب القناة بتوجيه ضربة أخرى للعدو ، بينما تقوم الفرقة 21 مدرعة المتواجدة شرق القناة ، بتوجيه ضربة لقوات العدو بهدف إغلاق الطريق المؤدي إلى الثغرة ، و ليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب ، و القضاء عليها نهائياً ، علماً بأن القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مدرع و لواء مظلات فقط و توقع الفريق الشاذلي عبور لواء إسرائيلي إضافي ليلاً

• لم يقبل المشير أحمد إسماعيل و الرئيس أنور السادات رأى الشاذلي بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الإنسحاب للغرب منذ نكسة 1967 و بالتالى رفض سحب أي قوات من الشرق للغرب ، و قرر أن تتم مواجهة الثغرة بقيام القوات المدرعة المصرية في الشرق (في سيناء) بسد منافذ عودة القوات الإسرائيلية المتسللة إلى سيناء ، و إستدعاء قوات تهاجمها من الغرب و بذلك تكون محصورة بين القوات المصرية ، و هنا وصلت الأمور بين الرئيس أنور السادات و المشير أحمد إسماعيل و بين الشاذلي إلى مرحلة الطلاق و قام الرئيس السادات بإقصاء الفريق الشاذلي لفترة مؤقتة خلال الحرب و عين محمد عبدالغني الجمسي بدلاً منه ليقوم بالتعامل مع الثغرة

• في 12 ديسمبر 1973 إستدعى المشير أحمد إسماعيل الفريق الشاذلي ليبلغه بأن الرئيس أنور السادات قرر إنهاء خدمته كرئيس لهيئة أركان القوات المسلحة و ذلك إعتباراً من 13 ديسمبر 1973 ، و أصدر قراراً أخر بتعيينه سفيراً بالدرجة الممتازة في وزارة الخارجية

• تُوفي الفريق سعدالدين الشاذلي رحمه الله فى يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق في 10 فبراير عام 2011 م بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة ، عن عمر بلغ 89 عاماً