23 عاما على رحيل ليلى مراد.. موسيقار الأجيال: تحررت من الخوف فعاشت فى قلوب الناس
لم يكن محمد عبد الوهاب مجرد ملحن محترف يذهب إليه المطربون والمطربات بل كان مكتشفا يبحث عن الصوت الجديد ويحتضنه؛ وكان من أبرزها صوت الفنانة ليلى مراد.
ففى كتاب النهر الخالد لسعد الدين وهبة - وهو حوار طويل عن حياة عبد الوهاب - قال: لم تكن ليلى وحدها هى الصوت الجميل الذى اكتشفته ولحنت له بل هناك العشرات والعشرات.
لكن بقيت ليلى مراد من أرقّ الأصوات فى الأغنية الاستعراضية فى الأربعينيات.
يحكى موسيقار الأجيال عن ليلى مراد: «بدأت علاقتى بها من خلال والدها المطرب زكى مراد الذى قال لى عندى بنت ياريت تسمعها! وعندما سمعتها وجدتها شيئا خطيرا، ووجدت فيها حدة النبرة وشدة التأثر والإحساس بالألم الصادق، ورغم حرصى على الفلوس وقتها قررت أن أعمل لها حفلا على حسابى فى تياترو رمسيس، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب رغم أنها غنت من ألحان داود حسنى، الذى لحن أغنية قمر الليالى، قمر لم يبالِ، ومن ألحانى «خايف أقول اللى فى قلبي».
وقد اكتشفت فيها عيبا واحدا هو الخوف من الناس، وهو عيب يقسم وسط المغنى، فحررتها منه ومنعتها من الظهور أمام الناس مباشرة فانطلقت تغرد، فأخذتها معى فى فيلم «يحيا الحب» فزال الخوف تماما وانطلقت لأنها أمام الكاميرا وليست على المسرح أمام الناس، وفى ذلك الفيلم غنت ثلاث أغان كلها نجحت، وهكذا لولا الخوف لكانت ليلى مراد أعظم مطربة فى الدنيا.
يضيف عبد الوهاب: كانت ليلى مراد مدرسة فى الاستعراض الغنائى، وقد لحنت لها فيلم «يحيا الحب»، وبعده «عنبر» الذى غنت فيه مع ثلاثة مختلفين عن بعض: محمود شكوكو بمصريته الصميمة الحلوة وهو الواد المصرى الحدق، والمطرب اللبنانى إلياس مؤدب، وعزيز عثمان الذى غنى «مربوط ع الدرجة الثامنة والناس درجات»، وطبعا نجم النجوم فى سينما ذلك العصر إسماعيل يسين. كانت ليلى بطلة أول توليفة فى الغناء المصرى، فى فيلم «عنبر» وغنت فيه كما غنت فى فيلم لأحمد سالم اسمه «الماضى المجهول»، أما غناؤها الخالص لمحمد عبد الوهاب فكان فى فيلم «غزل البنات»، وكان من إنتاجى مع أنور وجدى.
وفى هذا الفيلم ظهر خوف ليلى مراد لكنه كان الخوف المحبب الأقرب للحرص على العمل، وذلك فى أغنيات، الحب جميل، واتمخطرى، وماليش أمل فى الدنيا، والدنيا غنوة، ويضيف محمد عبد الوهاب: فى «غزل البنات» أمام ليلى مراد خرج نجيب الريحانى عن السائد فى البكاء بالجلسرين حيث رفض وضع الجلسرين، وقال أنا متعذب خِلقة من غير دافع، فأنا جواية من الهموم ما يجعلنى أدمّع واعيّط وأبكى طبيعي».