الحصري.. صاحب القراءات العشر
كتب : ناصر عبدالرحيم
السبت 19 سبتمبر 2020 - 09:32 ص في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر 1917، ولد القارئ "محمود خليل الحصري"، وتسعد الأنفس حينما تطيب لقراءات عشر يتسع لها رحاب القرآن الكريم مرتلا بصوته، والذي عرف بلقب شيخ المقارئ المصرية.
ربما لا تجد فرقا غير أن نبوغ "الحصري" بدأ لحظة تقدمه للمعهد الديني بـ"طنطا"، ليتقن أحكام تلاوة القرآن، ثم لا يكتفي بذلك فينزح إلى قاهرة المُعز ليلتحق بأزهرها الشريف، ناهلا منه قراءاتٍ عشر تُتلى بها آيات الذكر الحكيم.
الدراية بأحكام القرآن لا تكفي، وحدها، لتلاوته، ولكن امتحان الإذاعة المصرية، الذي تقدم له "الحصري" عام 1944، أهدى له لقبا جديدا بعد أن نال المركز الأول بين كل المقرئين الذين خاضوا الاختبار معه، لتكون تلك هي بوابته الأولى لتلاوة آيات الذكر الحكيم على مسامع المئات بالمسجد الأحمدي بـ"طنطا" ومنه إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة عام 1955.
حياة القارئ، محمود خليل الحصري، كانت مليئة بالتحديات، حيث لم يجزع الشيخ الأربعيني أن يكون أول صوت ينطلق إلى آذان المستمعين عبر إذاعة القرآن الكريم مع اللحظات الأولى لافتتاحها عام 1964، ولم ينحبس أنفاسه، قبلها، إذ كان المقرئ الأول الذي سُجل المصحف مرتلا برواية حفص عن عاصم عام 1961، قبل أن يتفرد بتسجيل القرآن مرتلا بروايتي "قالون عن نافع" و"الدوري عن أبي عمرو البصري"، قبل أن يختتم سلسلة إبداعات صوته بتسجيل المصحف المجوّد مثله مثل بقية مقرئي جيله.
"الأول دائما"، لقب يليق بشيخ كان يقضي آناء الليل وأطرف النهار في تلاوة القرآن، ولكن الأطفال كانوا هدفه، هذه المرة، حينما كان الأول الذي يسجّل المصحف المعلم الذي يتلو من خلاله القرآن ليردد معه الصغار، ثم يكون شغله الشاغل، بعدها، هم الأميين الذين سجل لهم "المصحف المفسّر"، ولا أقل من أن يكون أول صوت يُسمع القرآن للحاضرين في البيت الأبيض الأمريكي وأعضاء "الكونجرس"، وأفراد العائلة الحاكمة في لندن وحضور اجتماعات الأمم المتحدة.
المُهتم بإخوته في الإسلام لا ينسى أبناء مهنته، فيد "الحصري" كانت الأولى التي امتدت لتقص شريط فكرة نقابة مقرئي القرآن التي ناضل في سبيلها من أجل رعاية مصالحهم وضمان سبل العيش الكريم، لهم، قبل أن يقوده فكره النيّر إلى تشييد مسجد ومكتب لتحفيظ القرآن بالقاهرة، ليكون نواة لمئات المكاتب من بعده، ناهيك عن تخصيصه مكانا خاصا للجنة مراجعة المصاحف في منزله، ولا عجب أن يخصص ثلث ثروته للصرف على المساجد وتخصيص مكافآت لحفاظ القرآن الكريم، ويطلب إلى وزارة الأوقاف أن تتكفل تنفيذ وصيته.
الحكاية لا تتلخص في كون"الحصري"، مقرئا للقرآن، يتحدث عن بقيتها ما يزيد على 10 كتب ألفها لتفهيم المسلمين "أحكام قراءة القرآن الكريم"، وتوثيق "القراءات العشر من الشاطبية والدرة"، ويشرح "معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء"، ويبّصر الخاشعين إلى "الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير" لتصبح مؤلفاته حالة لا تنتهي "مع القرآن الكريم".
الرحلة العامرة بالقرآن تنتهي بغير صدقة جارية تجاور علما يُنتفع به، فالمعهد الديني المجاور لمدرسة تحفيظ القرآن المطلة على مسجد "الحصري"، بقرية شبرا النملة، كانت العمل الأخير للشيخ محمود خليل الحصري، فيجازيه ربه بخاتمة أتت بعد دقائق من أدائه لصلاة عشاء يوم 24 نوفمبر عام 1980، لتنتهي مسيرة 56 عاما مع كتاب الله.
ربما لا تجد فرقا غير أن نبوغ "الحصري" بدأ لحظة تقدمه للمعهد الديني بـ"طنطا"، ليتقن أحكام تلاوة القرآن، ثم لا يكتفي بذلك فينزح إلى قاهرة المُعز ليلتحق بأزهرها الشريف، ناهلا منه قراءاتٍ عشر تُتلى بها آيات الذكر الحكيم.
الدراية بأحكام القرآن لا تكفي، وحدها، لتلاوته، ولكن امتحان الإذاعة المصرية، الذي تقدم له "الحصري" عام 1944، أهدى له لقبا جديدا بعد أن نال المركز الأول بين كل المقرئين الذين خاضوا الاختبار معه، لتكون تلك هي بوابته الأولى لتلاوة آيات الذكر الحكيم على مسامع المئات بالمسجد الأحمدي بـ"طنطا" ومنه إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة عام 1955.
حياة القارئ، محمود خليل الحصري، كانت مليئة بالتحديات، حيث لم يجزع الشيخ الأربعيني أن يكون أول صوت ينطلق إلى آذان المستمعين عبر إذاعة القرآن الكريم مع اللحظات الأولى لافتتاحها عام 1964، ولم ينحبس أنفاسه، قبلها، إذ كان المقرئ الأول الذي سُجل المصحف مرتلا برواية حفص عن عاصم عام 1961، قبل أن يتفرد بتسجيل القرآن مرتلا بروايتي "قالون عن نافع" و"الدوري عن أبي عمرو البصري"، قبل أن يختتم سلسلة إبداعات صوته بتسجيل المصحف المجوّد مثله مثل بقية مقرئي جيله.
"الأول دائما"، لقب يليق بشيخ كان يقضي آناء الليل وأطرف النهار في تلاوة القرآن، ولكن الأطفال كانوا هدفه، هذه المرة، حينما كان الأول الذي يسجّل المصحف المعلم الذي يتلو من خلاله القرآن ليردد معه الصغار، ثم يكون شغله الشاغل، بعدها، هم الأميين الذين سجل لهم "المصحف المفسّر"، ولا أقل من أن يكون أول صوت يُسمع القرآن للحاضرين في البيت الأبيض الأمريكي وأعضاء "الكونجرس"، وأفراد العائلة الحاكمة في لندن وحضور اجتماعات الأمم المتحدة.
المُهتم بإخوته في الإسلام لا ينسى أبناء مهنته، فيد "الحصري" كانت الأولى التي امتدت لتقص شريط فكرة نقابة مقرئي القرآن التي ناضل في سبيلها من أجل رعاية مصالحهم وضمان سبل العيش الكريم، لهم، قبل أن يقوده فكره النيّر إلى تشييد مسجد ومكتب لتحفيظ القرآن بالقاهرة، ليكون نواة لمئات المكاتب من بعده، ناهيك عن تخصيصه مكانا خاصا للجنة مراجعة المصاحف في منزله، ولا عجب أن يخصص ثلث ثروته للصرف على المساجد وتخصيص مكافآت لحفاظ القرآن الكريم، ويطلب إلى وزارة الأوقاف أن تتكفل تنفيذ وصيته.
الحكاية لا تتلخص في كون"الحصري"، مقرئا للقرآن، يتحدث عن بقيتها ما يزيد على 10 كتب ألفها لتفهيم المسلمين "أحكام قراءة القرآن الكريم"، وتوثيق "القراءات العشر من الشاطبية والدرة"، ويشرح "معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء"، ويبّصر الخاشعين إلى "الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير" لتصبح مؤلفاته حالة لا تنتهي "مع القرآن الكريم".
الرحلة العامرة بالقرآن تنتهي بغير صدقة جارية تجاور علما يُنتفع به، فالمعهد الديني المجاور لمدرسة تحفيظ القرآن المطلة على مسجد "الحصري"، بقرية شبرا النملة، كانت العمل الأخير للشيخ محمود خليل الحصري، فيجازيه ربه بخاتمة أتت بعد دقائق من أدائه لصلاة عشاء يوم 24 نوفمبر عام 1980، لتنتهي مسيرة 56 عاما مع كتاب الله.