"الدفاع الجوي" يحتفل باليوبيل الذهبي لقطع ذراع العدو الطولى|
كتب : ناصر عبدالرحيم
الثلاثاء 30 يونيو 2020 - 03:56 م احتفال الدفاع الجوي
أعلنت قوات الدفاع الجوي المصري التي تعد القوة الرابعة ضمن الأسلحة الرئيسية للقوات المسلحة امتلاك القدرات والإمكانات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية، وذلك خلال الاحتفال ب اليوبيل الذهبي في ذكرى العيد الخمسين لقوات الدفاع الجوي المصري.
واستعرض الفريق على فهمي قائد قوات الدفاع الجوى النبذة التاريخية لقوات الدفاع الجوى ودورها ومهامها حيث أشار إلى أن قوات الدفاع الجوي المصرية أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، فعقب حرب 1967 ومع رفض مصر للهزيمة، أدركت القيادة العسكرية أهمية إنشاء قوات الدفاع الجوي فى القوات المسلحة المصرية، تحمل مسئولية وشرف الدفاع عن سماء مصر، وأُسند إليها مهمة قطع الذراع الطولى للعدو الإسرائيلي، ومنع اختراق طائراته غرب القناة، وصدر القرار الجمهوري رقم (199) في الأول من فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة .وتواصل قوات الدفاع الجوي عملها تحت ضغط هجمات العدو المتواصل بأحدث الطائرات ( فانتوم، سكاي هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة وفى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ .
ومع استمرار التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو عام 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيلين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيداً لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، حيث استطاعت مصر أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال ومنعت طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية .
وحائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية بإمكانيات توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة .
وتم إنشاء هذه المواقع وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها في ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوي بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح في معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده.
وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة حائط الصواريخ من خلال خيارين الخيار الأول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والخيار الثاني الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على ثبات أطلق عليها ( أسلوب الزحف البطيء ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا، وهو ما استقر الرأي عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو.
وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدي، ومنع العدو الجوي من الاقتراب من قناة السويس .
وخلال خمسة أشهر ( إبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس ) عام 1970 استطاعات كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاي هوك وميراج وفرض الإرادة العسكرية على جبهة القتال مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجرز ) لوقف إطلاق النار اعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع في عام 1970 اللبنة الأولى في صرح الانتصار العظيم للجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 وتثبت وتؤكد للعالم أنها قوة ولدت عملاقة وتستحق أن تتخذ من 30 يونيو عيداً لها.
أما عن دور قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر 73 في أنها كانت في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة .
وتم إعداد وتجهيز رجال قوات الدفاع الجوي لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالي واكتساب الخبرات القتالية العالية وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970 .
ونجحت قوات الدفاع الجوي فى حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني ( الإستراتوكروزار ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ومقتل جميع من كانوا عليها من العلماء والمتخصصين في الحرب الإلكترونية .
واستمر استكمال تسليح القوات من خلال إدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام -6 ) في عام 1973، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل توفير الدفاع الجوي عن جميع الأهداف الحيوية ( سياسية، اقتصادية، قواعد جوية ومطارات، قواعد بحرية وموانئ إستراتيجية، ...) وفى اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6 /7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين ونتيجة لذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.. وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجني سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين.
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهى بهم نتيجة لامتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات القتالية التي أدت إلى حسم مركز ثقل القوات الجوية للعدو الإسرائيلي مما جعل (موشى ديان) يعلن في رابع أيام القتال قائلاً ( وثمة مشكلة أخرى تواجه طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية ) وذكر في أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 ( أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها).