جريمة هزت مركز سمالوط.. مدمن يقتل جارته العجوز ويشعل النار فيها وفى المنزل لإخفاء جريمته
من بعيد، لاحت سحب الدخان فوق منزل صبحى المزارع المسن الذى جاوز السبعين من العمر، فانخلع قلب الرجل وهو فى طريقه لعودته إلى بيته، فقد ترك زوجته العجوز المريضة ذات الـ66 عاما وحدها طريحة الفراش، لكن عندما اقترب الرجل من بيته، وجد الجيران منهمكين فى مقاومة النيران وراح يسأل عن زوجته لكن تملكه اليأس من نجاتها عندما أخبروه بأنه لا أمل فى إنقاذها، فقد أتت النيران على البيت واحترقت الغرفة التى كانت ترقد فيها.
من بعيد، لاحت سحب الدخان فوق منزل صبحى المزارع المسن الذى جاوز السبعين من العمر، فانخلع قلب الرجل وهو فى طريقه لعودته إلى بيته، فقد ترك زوجته العجوز المريضة ذات الـ66 عاما وحدها طريحة الفراش، لكن عندما اقترب الرجل من بيته، وجد الجيران منهمكين فى مقاومة النيران وراح يسأل عن زوجته لكن تملكه اليأس من نجاتها عندما أخبروه بأنه لا أمل فى إنقاذها، فقد أتت النيران على البيت واحترقت الغرفة التى كانت ترقد فيها.
وبعد إتمام إطفاء الحريق، كانت الزوجة قد فارقت الحياة وتحولت إلى جثة متفحمة.
ــ الأمر لله يا عم صبحي.. فجأة وجدنا النار تندلع فى البيت ولم نتمكن من إنقاذها.. شد حيلك!
جلس صبحى تحت جدار منزله حزينا بائسا، فلم يعد هناك شيء يستحق العيش من أجله، واستعجل قلبه ساعة الأجل، فماذا ينتظر بعد أن زادت مرارة الأيام الباقية من العمر؟!.. فلم يكن له غيرها ولم يكن لها سواه فى هذه الدنيا.
كانت حياة الزوجين تمضى هادئة يعيشان منفردين فى بيتهما الصغير بقرية إطسا المحطة التابعة لمركز سمالوط بالمنيا فى انتظار ما يكتب لهما القدر راضيين بما ادخرته لهما الأيام.
ــ هل تتهم أحدا بإشعال الحريق فى مسكنك؟!
سؤال تقليدى فى مثل هذه الحوادث لكنه كان ثقيلا على قلب صبحي، فكيف يمكن له أن يتهم أحدا من أهل قريته وهو يعتبرهم جميعا كأبناء له بعد أن حرم هو وزوجته من الإنجاب.. باب بيتهما لا يكاد يغلق إلا عندما يأويان لفراشهما فالجميع هنا أسرته فمن يتهم؟
ــ لا يا باشا كلنا أهل بعض.. لقد كاد بعضهم يحترق بالنار وهم يحاولون إخمادها.. هنا لا خصومة ولا عداء بيننا.. ماذا جرى فى الدنيا حتى اتهم أحدا من أهلى وعشيرتي؟!
وكادت قضية الحريق أن تغلق لولا أن معاينة رجال المعمل الجنائى للمنزل والعينة التى رفعت من مخلفات الحريق، جعلت الشبهات تحوم حول سبب الحريق، فقد فاحت الرائحة النفاذة للكيروسين فى أركان المنزل، مما يشير إلى أن الكيروسين كان موزعا بقصد فى الأركان ومما يزيد الشكوك هو ما ثبت أن جثة السيدة كذلك كانت بها الرائحة نفسها!
لكن من يمكن أن يرتكب هذا الجرم البشع؟!
العم صبحى ظل مصرا على ألا يتهم أحدا.
وقد امر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بسرعة كشف غموض الحادث والقبض على الجانى حيث توصلت تحريات ضباط المباحث بإشراف اللواء محمود ابو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام، إلى ما لم يخطر ببال أحد من أهل القرية، فهناك جار يعمل مزارعا اشتهر بتعاطى المخدرات، يسكن على بعد خطوات من بيت صبحى الذى كان هو زوجته يعاملانه بإحسان رغم سوء سيرته، فقد سبق أن اكتشفا اختفاء مبلغ 8400 جنيه من البيت ولم يشأ صبحى أن يبلغ الشرطة فقد كان الباب مفتوحا كالعادة، بينما انشغلت الزوجة بالحديث مع إحدى جاراتها ولم تلحظ دخول أو خروج غريب أو قريب إلى المنزل.
لكن تحريات اللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام توصلت إلى أن الجار الذى يدعى أحمد ع.ع «30 سنة» هو الذى سرق المبلغ فى غفلة من السيدة وأنفقه على شراء الهيروين الذى أدمنه فى نهاية رحلته مع المخدرات ثم إنه كان أول من أخبر الناس بوقوع الحريق وعندما هرع الناس لإخماده ظنوا أن وجوده قرب البيت بسبب أنه سبقهم لإخماد الحريق!.
ومن خلال مناقشة أحمد أصابه الارتباك وتلعثم فى الإجابات خاصة عندما سأله ضابط المباحث عن كيفية معرفته بوقوع الحريق!.
ومع محاصرته بالأسئلة انهارت مقاومته واعترف بأنه هو الذى سبق أن سرق المبلغ من البيت لكن عم صبحى لم يشك فيه ولم يبلغ عن الواقعة و«استعوض ربنا» فيما فقده، لكن تصرف الرجل النبيل جعله يطمع فى أن يعاود السرقة لظنه بأن الزوجين يحتفظان بمبالغ كبيرة، فتسور البيت فى أثناء غياب صبحي، فوجد الزوجة نائمة فى فراشها لكنها استيقظت على حركته وهو يفتش فى الغرفة عن نقود أو أى شيء يصلح للسرقة، فأصاب السيدة الذهول من فعلته النكراء بالتسلل إلى البيت وقبل أن تستغيث أو حتى تعاتبه، أمسك بعصا غليظة كانت بجوار الفراش وهوى على رأسها فسقطت فاقدة النطق والوعي، فأسقط فى يده ولم يدر ماذا يفعل، لكنه لاحظ وجود جركن سولار فى ساحة البيت فلم يتردد فى أن يسكب على جسدها كمية من الكيروسين ووزع الباقى على انحاء الغرفة وبعض أركان البيت وأشعل النار وتسلل من وراء المنزل وانتظر حتى ظهرت ألسنة النيران فراح يصيح مستنجدا بالناس ليخمدوا الحريق!.
وأمام النيابة أعاد أحمد اعترافاته مبررا إقدامه على جريمته لتدبير أى أموال لشراء الهيروين لكنه لم يجد شيئا وكادت السيدة تفضحه، فقرر قتلها وإحراقها مع المنزل لإخفاء جريمته ثم تظاهر بالمشاركة فى إخماد النيران.
وقد أمرت النيابة بحبس المزارع القاتل بتهم القتل والسرقة والحرق عمدا!.