تزايد حوادث العنف بين أطفال المدارس كارثة تبحث عن حل جذري.. "خبير نفسي" يوضح أهمية التكاتف لإصلاح المجتمع.. "خبير تربوي": غياب الرقابة داخل المدارس سبب الأزمة ا

كتب :
الجمعة 09 نوفمبر 2018 - 10:09 ص

وأعلن اللواء سعيد عباس، محافظ المنوفية، أثناء اجتماعه أمس، مع اللجنة العليا لحماية الطفل لمناقشة ظواهر العنف والتنمر التى انتشرت فى الآونة الأخيرة وسبل التصدى لها، عن إطلاق مبادرة "معا لمواجهة ظواهر العنف والتنمر" بالتعاون مع جامعة المنوفية، وإعداد برنامج تدريبى لمديرى الإدارات التعليمية ونسبة من الإخصائيين الاجتماعيين بالمدارس والجامعات والموجهين الاجتماعيين وعدد من طلاب المدارس والجامعات وأعضاء الأمانات الفنية للجان حماية الطفل العامة والفرعية للتدريب ومتابعة تنفيذ البرنامج، كما سيتم إعداد مادة علمية بهذا الشأن يتم توزيعها على المتدربين وتدرس للأطفال بالمدارس والطلبة بالجامعات للتصدى لهذه الظواهر الدخيلة على المجتمع.
تزايد حوادث العنف
إصلاح المجتمع يتطلب خطة ممنهجة متعددة الأطراف 
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الوعي الثقافي أصبح في أقل درجاته حاليًا وقد يزداد الأمر سوءً، موضحًا أن الثقافة الأخلاقية والدينية والتعليمية والاجتماعية أصبحت غائبة بشكل كبير عن المجتمع المصري، وسيصبح القادم أسوأ في حال الاستمرار على هذا النهج.
وتابع فرويز، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الدولة تبذل مجهودا كبيرا في التعامل مع هذه الأزمة التي طالت المجتمع المصري، ولكن الأزمة الحقيقة أن هذا المجهود يتم في "جزر منعزلة"، مؤكدًا أن إصلاح المجتمع لا بد أن يتم في خطة ممنهجة وأن يتم في اتجاه واحد من خلال التناغم والتفاهم، فإن المفاهيم وإدراك المواطنين لها جاء خلال الآونة الأخيرة بصورة عكسية تمامًا أثر على بالسلب على المجتمع، ونتج عنها تزايد العنف ما بين أطفال المدارس وكذلك داخل الأسر من خلال قتل الأب أو الأم لأبنائها والعكس أيضًا دون ذرة رحمة أو إنسانية وغيرها من الأزمات الناتجة عن الانهيار التام للثقافة.
وأضاف، أن غياب التربية داخل الأسرة جاء نتيجة الانشغال بالأمور الحياتية والضغوط الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، وبالتالي غاب فكرة تفعيل الوعي لدى الأطفال بالمخاطر، فضلًا عن قيام الأفلام والمسلسلات بنقل الأمور السلبية للأطفال والعمل على زيادتها لديهم، لافتًا إلى أن المدارس أيضًا اكتفت بدورها التعليمي فقط وليس التربوي، وكذلك غاب الدور الثقافي والفني والرياضي وتنميته لدى الأطفال. 
تزايد حوادث العنف
تغير السلوكيات لدى الأطفال والكبار للأسوء
فيما يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، الخبير التربوي، إن الرقابة متغيبة تمامًا داخل المدارس، حيث أن المدرسين لا يسمح لهم بالتعامل مع الطلاب فيما يخص التربية قبل تعليمهم، نتيجة الشكاوى المستمرة من أولياء الأمور تجاه المدرسين في حالة قيامه بتوجيه الطلاب فيما يخص السلوكيات والأخلاق وغيرها، موضحًا أن هذا الأمر نتج عنه غياب الدور التربوي داخل المدارس، فضلًا عن غياب مبادئ التربية والتفكير السليم لدى الآباء والأمهات.
وأوضح عبد الحميد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه هناك علمين الأول يسمى "بيتاكوجيا" أي علم "تعليم الصغار" لتوضيح الصواب والخطأ للصغار، وخاصةً في السنوات الأولى من العمر التي يحاول فيها الآباء جعل الأطفال تتجاوز الخطأ، والثاني علم "أندراكوجيا" فهو علم وفن "مساعدة الكبار على التعلم"، لافتًا إلى أن التعلم يعني التعديل أو إلغاء المفاهيم السلبية والخاطئة، فهذا هو مضمون التعليم، والأزمة الراهنة تكمن في كون المنظومة التعليمية حصرت خدماتها في "حفظ المعلومات" فقط والحصول على الدراجات وأصبح هذا الأمر هو غاية التعليم.
وأشار إلى أن الطلاب أصبحوا لا يمتلكون القيم ولا المهارات أو تنمية الاتجاهات بالطريقة التي كانت موجودة قديمًا، مما أدى إلى انتشار السلوك غير السوى بينهم، فضلًا عن تزايد السلوكيات غير السوية لدى الكبار أيضًا، مضيفًا أن الآلية التي يكتسب بها الطالب المهارات والمعلومات تأتي من منظومة غير صالحة من الأساس وهي "الكبار" مع تغير سلوكياتهم للأسوء.
 
 

 
 
 

 



جديد الأخبار