ثعلب المخابرات الفنان سمير الإسكندراني والطير المهاجر العائد أحمد سمير.

كتب : ...............
الأربعاء 14 اغسطس 2024 - 12:07 م

السويس/ محمد ادريس

 

سأروي قصتي مع صديق وأخ كبير بل رمز وطني من رموز الوطن رحل في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات عن دنيانا وإنتقل إلي رحمة الله تعالي المصري الوطني الفنان القدير والأخ الكيير والصديق سمير الإسكندراني رحمه الله وأدخله فسيح جناته وجعل قبرة روضة من رياض الجنة.

فوفاة الفنان القدير سمير الإسكندراتي لن تمر علي مرورا هينا لإن له بصمة خاصة في حياتي وذكري عزيزة لن يمحوها الزمان ستظل في وجداني يوم أن إلتقيت به في منزلة في شارع طلعت حرب وسط القاهرة وذهبت إليه بصفتة الوطنية قبل كونه فنانا عظيما والذي أمتعنا بأجمل أغانية الوطنية يا اللي عاش حبك يعلم كل جيل من بعد جيل يا الاعلمتينا دايما نلغي كلمة مستحيل يا بلدي يا يا بلدي يا مصر ودار حوار طويل وطني بيني وبينه وطلبت منه السفر معي بعد ثورة 30 يونيو 2013 إلي جولة أوربية في الخارج معي كرسالة وطنية للتأكيد علي أن ما حدث في مصر ثورة شعبيه حقيقية وليس إنقلاب كما يدعي تجار الدين نقيم مؤتمر وحفل كبير في كبري العواصم الأوربية نعرض فيه cd لفض رابعه سلميا وايضا القيام بحفل وطني لأجمل أغانية الوطنية وبمجرد ما أكملت كلامي كان جوابه علي الفور أنا معك دون قيد أو شرط دي مصر يا أحمد وأعجبة الكلام والفكرة وداعبني بكلمته اسمك أحمد سمير وانا سمير يبقي انت من اليوم ابني وقال لي هي دي مصر وأولاد مصر إن شاب في سنك مقيم في الخارج وأحد طيور مصر المهاجرة يفكر في جولة زي دي لدعم مصر وخاصة في الخارج في أوروبا وخاصة في هذا التوقيت الصعب الذي يتابع فيه العالم اجمع ثورة 30 يونيو الا نجحنا فيها منذ أيام فقلت له هذا واجبي تجاة وطني فمصر بحاجة إلي كل أبنائها المخلصين مصريين بالداخل ومصريين بالخارج مسلمين وأقباط لنبني وطننا وندافع عنه حتي نصل به إلي بر الأمان فهذا دورنا الحقيقي الأن فإرتسمت علي وجهه إبتسامة الرضا والفخر بما سمع وقالي هحكيلك حكايتي وانا شاب مثلك ، وصحبنا في هذة الجولة إلي الخارج إلي النمسا ( فيينا) زميله ومرافقه الفنان الاستاذ اشرف عوض الله وأيضا الفنانة (شروق الصباغ ) أمال وتواصلت مع معالي الوزير الوطني محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ليصحبنا في هذة الرحلة الي دولة النمسا ثم إلي دولة ألمانيا فلبي الدعوة أيضا علي الفور من أجل مصر وكذلك الدكتور حسني صابر وتم التنسيق مع الدكتور حسن موسي في فيينا والاستاذ كمال عبد النور والسادة الأفاضل أعضاء الإتحاد العام للمصريين بالنمسا الاستاذ أحمد الصادي والاستاذ أحمد الشرقاوي والأستاذ زكريا جمعه وباقي الأعضاء وقبل مغادرتي منزلة بطلعت حرب أخذ بعد ذلك يروي لي تاريخه الحافل وبطولاته ليس سمير الإسكندراني الفنان بل سمير الاسكندراني ثعلب المخابرات المصرية وأن عمله مع المخابرات المصرية كانت مرحلة فارقة فى حياته وحاول أحد الإسرائيليين تجنيدة أثناء دراسته فى إيطاليا وساهم فى إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية فى مصر وأنه كان متفتحا ومثقفًا يجيد 5 لغات ويحب الرقص والفن واللغات وكانت إيطاليا مثل غيرها من الدول الأوروبية في ذلك الوقت مليئة بعملاء الموساد الإسرائيلي الذين يبحثون عن عملاء عرب ومصريين للتجنيد لصالحهم فركز عملاء الموساد على سمير الإسكندرانى للإيقاع به عن طريق زميل له تقرب منه لكن سرعان ما تسرب الشك إلى الفنان من تصرفات الشاب المريبة خاصة بعدما عرف بجواز سفره الأمريكي، رغم ادعاء الشاب أنه عربي وتوطدت أواصر الصداقة بينه وبين الأستاذ سمير وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية التى تتطلب سرعة التحرك وسريته فقرر الأستاذ سمير الإسكندرانى أن يراوغ سليم صديقه حتى يعرف ما يخفيه وأوهمه أن جده الأكبر كان يهوديا وأسلم ليتزوج جدته ولكن أحدا لم ينسي أصله اليهودى وأنه أكثر ميلا لجذوره اليهودية منها عن المصرية وسقط سليم فى فخ الثعلب الأستاذ سمير وإندفع يقول أنا أيضا لست عربي يا سمير أنا يهودى وبدأ الأستاذ سمير الإسكندرانى تدريباته على الحبر السرى والتمييز بين الرتب العسكرية ورسم الكبارى والمواقع العسكرية وطلب منه التطوع فى الجيش عند عودته إلى مصر بمقابل مادى كبير وأخبر سمير الاسكندرانى شقيقه بالأمر وسأله الكتمان وطلب منه السفر إلى مصر والذهاب إلى المخابرات العامة، ليروى لها كل ما لديه وأصر الأستاذ سمير الاسكندرانى على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال عبد الناصر شخصيا وبالفعل استمع الرئيس فى اهتمام شديد الى القصة التى رواها الأستاذ سمير ومن هذة اللحظة بدأ الأستاذ سمير عملة لحساب المخابرات المصرية وتحت إشراف صقور مصر الذين بدأو يدربونه على أساليب وطرق التلاعب بخبراء الموساد حتى تمكن من إسقاط شبكات التجسس داخل مصر ودعاه الزعيم جمال عبد الناصر ليكرمه على وطنيته وتفانية في حب مصر وأطلقوا عليه فى جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى، عندما تسبب نجاحه فى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي لقب الثعلب المخابراتي .وعاد معي قبل مغادراتي منزله بطلعت حرب لينسق معي والاستاذ الفنان أشرف عوض الله السفر إلي النمسا (فيينا ) رحمك الله يا رمز الفن والوطنية لن أنساك طيب الله ثراك. أحمد سمير لن انساك يا أستاذي.