أوزوريس الفيوم ، مصر الصغرى أحد أهم محافظات صعيد مصر ، تاريخها ضارب في القدم

كتب :
السبت 14 نوفمبر 2020 - 09:36 م

 كتبت الروائيه جهان مأمون
أوزوريس
الفيوم ، مصر الصغرى أحد أهم محافظات صعيد مصر ، تاريخها ضارب في القدم ، أطلق عليها في العصور المصرية القديمة بيوم ، ثم أطلق عليها شدت بمعنى الجزيرة لوقوع بحيرة موريس بداخلها ، كذلك عرفت باسم بر سوبك أي بيت التمساح رمز الفيوم ، و في زمن حكم البطالمة أطلقوا عليها أرسينوى نسبة إلى زوجة بطليموس الثانى ، و في زمن حكم الرومان لمصر تبدل إسم الإقليم مرة أخرى لكروكوديلوبوليس ، و في العصر القبطى سميت بيون بمعنى البحيرة أو بركة الماء لتتبوأ أخيرا إسمها ...الفيوم ...
و قع في يدى مؤخرا كتابا ممتعا دونته الباحثة الإنجليزية دوروثى كروفورد التي قامت بدراسة مستفيضة في نهاية القرن الثانى الميلادى ، في زمن حكم البطالمة لمصر على قرية مصرية بسيطة ، صغيرة الحجم تقع في إقليم الفيوم يطلق عليها كيرك أوزوريس...
اعتمدت كروفورد في دراستها على وجود كم هائل من البرديات المدونة باللغة الديموطيقية التي تذكر تفاصيل مفصلة عن أراضى الإقطاعات العسكرية ، الأراضى المخصصه للمعابد ، طرق الرى ، الزراعة ، الاقتصاد ، التعداد السكانى ، ارتباط حياة الأفراد بالقرى ، مستوى المعيشة ، نوعية الغذاء ، و ذكرت استيعاب المجتمع لجنسيات أخرى في هذا الزمان البعيد ...
تقع قرية كيرك أوزوريس على مسافة 160 ستاديس (18 ميلا) عن عاصمة الإقليم ، لا تتصل بأي مجرى ملاحى لنقل الغلال و لا يوجد بها حامية ....مساحة القرية صغيرة لا تتعدى 4700 أوروا حوالى (3 و نصف فدان) ، بيوتها مبنية من الطوب اللبن ، أما الأسقف فمغطاه بالقش و جريد النخل ...
كانت قرية كيرك أوزوريس قرية زراعية بسيطة تم تقسيمها إداريا لأراضى التاج (الحاكم البطلمى) ، الأراضى المقدسة (التابعة للمعابد) ، أراضى الإقطاعات العسكرية ، و كانت هذه الأراضى متداخلة و مقسمة بصفة عامة إلى عدد من الحيازات الصغيرة و قاموا جميعا بدفع شكل ما من العوائد أو الضرائب للدولة ...
تذكر كروفورد أن إيزيس كان لها بركتها الخاصة بين المواطنين الإغريق في كيرك أوزوريس ، كما أعلوا من شأن حورس بصفته إبنا لإيزيس ...كانت الأملاك توقف لمقاصير إيزيس للعلاج المجانى للمرضى فقد مارس عدد كبير من الكهنة مهنة الطب و كثيرا ما كانت تعد المعابد مراكز للعلاج ...
تذكر كروفورد أنه في هذا الزمان البعيد صارت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية لكل الوثائق الإدارية و التصريحات ، رغم أن اللغة المصرية كانت هى لغة التخاطب السائدة ...
من الموضوعات اللطيفة التي ذكرتها كروفورد أنه كان هناك تقليد مصري غريب انتشر في كيرك أوزوريس و هو إعطاء الإسم نفسه الذى كان غالبا يتطابق مع إسم الأب لأكثر من طفل من نفس الأب و الأم ، و للتمييز بين الأطفال الذين يحملون نفس الإسم كان يطلق عليهم صفات مختلفة مثل الكبير ، الصغير ، الأشقر
كان من عادة اليونان إضافة حرف السين لكل الأسماء فتحول آمون لآمونيس ، إيزة لإيزيس ، حر لحورس و هكذا ....و فيما يلى عدد من الأسماء التى استخدمها سكان كيرك أوزوريس ...
بتوزيريس ، بريس ، منخيس ، اسكلبياديس ، أمونيوس (آمون) ، بطوليمايوس ، أبوللونيوس...
نجد أن إسم حورس ...ذكر في 169 إسما (حر)
سوبك (التمساح رمز الفيوم )...ذكر في 70 إسما
أوزوريس (أوزير) ........ذكر في 63 إسما
إيزيس (إيزة ) .....ذكرت في 35 إسما
رع .....ذكر في 25 إسما
آمون ....ذكر في 22 إسما
تحوت .....ذكر في 19 إسما
سرابيس ...ذكر في 11 إسما
إيمحوتب ... ذكر في 5 أسماء
شو (رمز الهواء)....ذكر في 3 أسماء
جب (رمز الأرض) ...ذكر في إسمان
فتوثق كروفورد استمرار الأسماء المصرية القديمة بكثرة في قرى مصر و ربوعها بعد مرور مائتى عام من العصور المصرية القديمة ..
و عمار يا مصر