لعبت القوات الجوية المصرية، دورًا مركزيًا في تحقيق النصر العسكري للقوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر المجيدة، وفتحت الضربة الجوية لنسور الطيران الطريق للقوات  المسلحة المصرية لعبور ناجح لقناة السويس، وضعت به مصر قدميها على أرض الفيروز التي غابت عن حضن الوطن ست سنوات، تنشر الجمهورية أون لاين في الذكرى الــ47 لنصر أكتوبر المجيد تصطحب قراءها داخل "متحف القوات الجوية " أحدث المتاحف العسكرية المصرية، الذي يحمل وسط جنباته صفحات خالدة وحكايات مجيدة من التاريخ لنسور القوات الجوية المصرية.

فتح متحف القوات الجوية أبوابه للمرة الأولى في 31 مايو 2016م، في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعد أحد أجمل وأهم المتاحف العسكرية المصرية، وتشرف عليه إدارة المتاحف العسكرية.

يقدم المتحف بانوراما لتاريخ القوات الجوية المصرية، حيث يضم قاعة النشأة التاريخية، التي تتضمن مجسمًا حائطيًا لممر الطائرات، وعددًا من الطائرات ذات الطرازات المختلفة، وصورًا لقادة القوات الجوية منذ بداية إنشائها، ودورهم والأوسمة التي حصلوا عليها.

وفي البهو الرئيسي، يتضمن المتحف قاعة الشهداء، التي تضم أسماء وصور الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، كما يتضمن المتحف قاعة للصور النادرة التي توثق مشاركة القوات الجوية في الحروب المختلفة، بداية من الحرب العالمية الأولى والثانية، ثم تشكيل السلاح الجوى عام 1952م، ثم تحويله إلى القوات الجوية في عام 1953م، إضافة إلى عرض لدور القوات الجوية المصرية في صد العدوان الثلاثي على مصر، بالإضافة للنجاحات التي حققتها في حرب الاستنزاف وصولاً إلى نصر أكتوبر المجيد.

ويبرز متحف القوات الجوية المصرية بقاعدة ألماظة الجوية، تجسيدًا تاريخيًا للتطور الذى تم داخل منظومة تسليح نسور الجو المصرية، وإبراز الدور الذى قامت به القوات الجوية خلال مشاركتها فى الحروب والمعارك المختلفة، وكيف تحول سلاح الجو المصري لقوة رادعة تقف فى مواجهة كل من تسول له نفسه الإقتراب من سماء مصر الغالية.

وقدم جهاز الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، فيلمًا تسجيليًا يقدم وصفًا تفصيليًا لمقتنيات المتحف، وما يقدمه من معلومات مفيدة للزوار، إضافة لإستعراض التاريخ المجيد لنسور الجو المصريين.

ويتضمن المتحف تاريخ ميلاد وقصة الطائرة "القاهرة 300" التي تعبر عن الإرادة المصرية ، كما يضم المتحف في أجنحته ركنًا يوضح التطور التاريخى لزى القوات الجوية خلال العصور المختلفة ، وتاريخ الأوسمة والطوابع الجوية المختلفة.

كما يشمل المتحف الطائرة ميج 21 روسية الصنع، التى استخدمتها القوات الجوية خلال حرب الاستنزاف، ومجموعة لطرازات مختلفة من الطائرات، منها طائرة التايجر والطائرة ميراج والسوخوى، بالإضافة لنماذج للطائرات الهيليكوبتر.

ويعد عنصر المحاكاة أحد أجمل مميزات العرض المتحفي الحديثة التي يتميز بها متحف القوات الجوية ، حيث يقدم التجسيد الحى لكافة المعارك الجوية التى خاضتها النسور المصرية، فيضم عددًا من القطع الجوية التى شاركت فى الحرب، بداية من طائرات الهليكوبتر ونقل الجنود وحتى المقاتلات والقاذفات، إلى جانب مجسمات للطيار المصرى المقاتل منذ نشأة القوات الجوية، والزى الخاص به فى كل عصر.

وضمن أحدث الإضافات التي تم تزويد المتحف بها، يوجد طابق خاص للأطفال، مزود بمجموعة من الشباب المؤهلين للتعامل مع مختلف الأعمار، حتى يتعرف الطفل من خلالهم على تاريخ بلاده وانتصاراته فى حرب أكتوبر، وهو الدور الذي تسهم به القوات المسلحة في رفع الوعى لدى الشباب والأطفال، كما أن المرشدين الذين يقومون باصحطاب الزوار داخل المتحف أو مساعدتهم وإرشادهم بالمعلومات والشرح، يقدمون خدمة شديدة التميز سواء من الناحية العلمية أو على المستوى الإنساني بلباقتهم وطريقتهم الراقية في التعامل مع الزوار.

كما يشجع المتحف الأطفال على اتباع طرق التفكير العلمي، من خلال نموذج المحاكاة لقيادة الطائرات المدنية والحربية، حيث يتعلم الطفل مبادئ قيادة الطائرة من خلال جهاز المحاكاة، الذي تشعر داخله كأنك داخل طائرة حقيقية.