الإمام الأكبر: السنة هى المصدر الثانى للتشريع فى الإسلام ولا نظير لعلم الرجال فى الديانات الأخرى

كتب :
الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 07:08 ص

 
 

 

هنأ فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الرئيس عبدالفتاح السيسى وشـعب مصر، والأمتين العـربية والإسلامية: ملوكا وحكاما وشعوبا، بحلول ذكرى المولد النبوى الشريف.

 

واشار شيخ الازهر فى كلمته أمس فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف إلى الصيحات التى دأبت على التشكيك فى قيمة السنة النبوية وفى ثبوتها وحجيتها، والطعن فى رواتها: من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم فحسب، فى كل ما نأتى وما ندع من عبادات ومعاملات، وما لم نجده منصوصا عليه فى القرآن فإن المسلمين فيه أحرار من قيود التحريم أو الوجوب.

وقد أوضح فضيلته أن هذه الدعوة ظهرت فى عصرنا الحديث، فى الهند منذ نهاية القرن التاسع عشر، وشاركت فيها شخصيات شهيرة هناك، منهم انتهى به الأمر إلى ادعاء النبوة، ومنهم من كان ولاؤه للاستعمار، ومنهم من أداه اجتهاد إلى إنكار الأحاديث النبوية ما كان منها متواترا وما كان غير متواتر، وزعم أن السنة ليست لها أية قيمة تشريعية فى الإسلام، وأن القرآن وحده هو مصدر التشريع ولا مصدر سواه، ضاربا عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبا إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين.. وضربوا لذلك مثلا: الركن الثانى من أركان الإسلام بعد الشهادتين وهو: الصلاة. فمن المعلوم أن الصلاة ثابتة بالقرآن الكريم، لكن لا توجد آية واحدة فى طول القرآن وعرضه يتبين منها المسلم كيفية الصلوات الخمس، ولا عدد ركعاتها وسجداتها ولا هيئاتها من أول تكبيرة الإحرام إلى التسليم من التشهد الأخير.. وأن هذه التفاصيل لا يمكن تبينها ومعرفتها إلا من السنة النبوية التى هى المصدر الثانى من مصادر التشريع فى الإسلام.

وأضاف الإمام الأكبر انه فى هذا الاتجاه سار هؤلاء المقربون من أجهزة الاستعمار، فأنكروا آيات الجهاد وأفتوا بحرمة التصدى للمستعمرين، وأنكروا كل ما تنكره الثقافة الغربية، ولو كان دينا وأثبتوا ما تثبته حتى لو جاء صادما للإسلام وإجماع المسلمين. ثم ما لبثت الفتنة أن انتقلت إلى مصر، وتعصب لها طبيب بسجن طرة نشـر مقالتين فى مجلة المنار عام 1906، 1907م بعنوان: «الإسلام هو القرآن وحده» ولقيت الفكرة دعما من بعض الكتاب المتربصين بالسنة النبوية، والمنكرين ثبوتها.. كما أكد الإمام الأكبر أن هؤلاء على اختلاف مشاربهم وأذواقهم يجمع بينهم الشك والريبة فى رواة الأحاديث، أفنى فيها علماء الأمة وجهابذتها أعمارا كاملة، أراقوا فيها ماء أعينهم، من أجل هدف أوحد، هو تمييز الصحيح من غير الصحيح من مرويات السـنة، وذلك من خـــلال بحث دقيق فى تاريخ الرواة وسيرهم العلمية والخلقية، حتى نشأ بين أيديهم من دقة التعقب والتقصى والتتبع علم مستقل من العلوم، يعرف عند العلماء بعلم «الإسناد» أو «علم الرجال» وهو علم لا نظير له عند غير المسلمين لا قديما ولا حديثا، وقد شهد بذلك الأفذاذ من علماء أوروبا ممن توفروا على دراسة السنة النبوية، حتى قال المستشرق الألمانى ألويس شبرنجر: «إن الدنيا كلها لم تر ولن ترى أمة مثل المسلمين- فقد درس بفضل علم الرجال الذى صمموه حياة نصف مليون رجل».

وفى نهاية كلمته قال شيخ الأزهر أن هذا الكلام المنصف لم يصدر عن علماء الغرب رغم صعوبته عليهم-إلا بعد معاناة ومكابدات طويلة للدرس والبحث والتنقيب وبعدما تبين لهم أن التاريخ لا يعرف شخصية أخرى غير محمد صلى الله عليه وسلم، سجلت جميع وقائع حياته، وجميع أفعاله وأقواله وأسفاره وأخلاقه وعاداته حتى شكل لباسه، وخطوط وجهه وكيفية تكلمه ومشيه وأكله وشـربه ونومـه وتبسمه ونمط عشرته بأهل بيتـه ولأصدقائه وأعدائه، وغير ذلك مما حفلت به مراجع السير والتاريخ.

 

 
 
 
 
 
 

 
 
 


جديد الأخبار